«إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ» وقال : «وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ» وقال : «لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ».
(وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) أي ومثل هذا الجزاء نجزى به الظالمين لأنفسهم وللناس ، والآيتان تدلان على أن المجرمين والظالمين الراسخين فى صفتى الإجرام والظلم هم الكافرون كما قال : «وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ» والمؤمنون لا يكونون كذلك بحال.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٤٢) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣))
تفسير المفردات
الوسع : ما يقدر عليه الإنسان حال السعة والسهولة ، لا حال الضيق والشدة ، والنزع : قلع الشيء من مكانه ، والغل : الحقد من عداوة أو حسد ، أورثتموها ، أي صارت إليكم بلا منازع كما يصير الميراث إلى أهله.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر عز اسمه وعيد أهل الكفر والمعاصي ـ أردفه وعد أهل الطاعات وقد جرت سنة القرآن بالجمع بينهما ، فيبدأ بأحدهما لمناسبة سياق الكلام قبله ثم يقفوه بالآخر.