الذي أسلكه إلى مرضاة الله ونيل سعادة الدنيا والآخرة ، حال كونه مستقيما لا يضل سالكه ، ولا يهتدى تاركه ، فاتبعوه وحده ، ولا تتبعوا السبل الأخرى التي تخالفه وهى كثيرة ، فتتفرق بكم عن سبيله ، بحيث يذهب كل منهم فى سبيل ضلالة ينتهى بها إلى الهلكة ، إذ ليس بعد الحق إلا الضلال.
والخلاصة ـ إن هذا صراطى مستقيما لا عوج فيه ، فعليكم أن تتبعوه إن كنتم تؤثرون الاستقامة على الاعوجاج وترجحون الهدى على الضلال.
أخرج أحمد والنسائي وأبو الشيخ والحاكم عن عبد الله بن مسعود قال : «خط رسول الله خطا بيده ثم قال : هذا سبيل الله مستقيما ، ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال : وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ، ثم قرأ : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)».
وروى أحمد والترمذي والنسائي مرفوعا : «ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ، وعن جنبتى الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة ، وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول : أيها الناس هلمّوا ادخلوا الصراط المستقيم جميعا ولا تفرقوا ، وداع يدعو من جوف الصراط ، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال له : ويحك لا تفتحه ، فإنك إن تفتحه تلجه ؛ فالصراط الإسلام ، والسوران حدود الله ، والأبواب المفتّحة محارم الله ، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله ، والداعي من جوف الصراط واعظ الله فى قلب كل مسلم».
وجعل الصراط المستقيم واحدا ، والسبل المخالفة متعددة ، لأن الحق واحد والباطل وهو ما خالفه كثير ، فيشمل الأديان الباطلة سواء أكانت وضعية أو سماوية محرفة أو منسوخة.
ونهى عن التفرق فى صراط الحق وسبيله ، لأن التفرق فى الدين الواحد وجعله مذاهب يتشيع لكل منها شيعة وحزب ينصرونه ويتعصبون له ويخطئون من خالفه ويرمون أتباعه بالجهل والضلال ـ سبب لإضاعته ، إذ كل شيعة تنظر فيما يؤيد