(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٤))
تفسير المفردات
الأولياء : جمع ولىّ من الولي : وهو القرب ؛ يقال تباعد بعد ولى : أي بعد قرب ، وأولياء الله هم المؤمنون المتقون ، والبشرى : هى الخبر السارّ الذي تنبسط به بشرة الوجه فتتهلل وتبرق أساريره.
المعنى الجملي
بعد أن بين سبحانه لعباده سعة علمه ، ومراقبته لعباده ، وإحصاء أعمالهم وجزاءهم عليها ، وذكّرهم بما يجب عليهم من شكره على تفضله عليهم ـ ذكر هنا حال الشاكرين المتقين الذين لهم حسن الجزاء يوم القيامة.
الإيضاح
(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) أي إن أولياء الله الذين يتولونه بإخلاص العبادة له وحده والتوكل عليه ولا يتخذون له أندادا يحبونهم كحبه ، ولا يتخذون من دونه وليا ولا شفيعا يقربهم إليه زلفى ـ لا خوف عليهم ـ فى الآخرة مما يخاف منه الكفار والفساق والظالمون من أهوال الموقف وعذاب الآخرة كما قال تعالى «لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ» ولا هم يحزنون من لحوق مكروه أو ذهاب محبوب ، ولا يعتريهم ذلك فيها ، لأن مقصدهم نيل رضوان الله المستتبع للكرامة والزلفى ، ولا ريب فى حصول ذلك ولا خوف من فواته بموجب الوعد الإلهى.