(وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ؟) أي ويسألونك أيها الرسول أن تنبئهم عن هذا العذاب الذي تعدهم به فى الدنيا والآخرة أحق إنه سيقع جزاء على ما كنا نكسبه من المعاصي فى الدنيا ، أم هو إرهاب وتخويف فحسب؟.
(قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) إي بكسر الهمزة وسكون الياء كلمة يجاب بها عن كلام سبق بمعنى نعم ، وأعجزه الأمر : فاته ، أي نعم أقسم لكم بربي إنه لحق واقع ماله من دافع ، وما أنتم بواجدى من يوقع العذاب بكم عاجزا عن إدراككم وإيقاعه بكم.
وخلاصة ذلك ـ إنه حين ينزل بكم عذابه لستم بفائتيه سبحانه بهرب أو امتناع بل أنتم فى قبضته وسلطانه ، إذا أراد فعل ذلك بكم فاتقوه فى أنفسكم أن يحل بكم غضبه.
روى أحمد والشيخان عن أنس قال : «بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد إذ دخل رجل على جمل فأناخه فى المسجد ثم عقله ثم قال : أيكم محمد؟ قلنا هذا الرجل الأبيض المتكئ ، فقال : أبن عبد المطلب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أجبتك ، فقال إنى أسألك فمشدّد عليك فى المسألة فلا تجد علىّ فى نفسك ، قال سل ما بدا لك ، فقال أسألك بربك ورب من قبلك : آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ قال : اللهم نعم ، قال : أنشدك الله : آلله أمرك أن تصلى الصلوات الخمس فى اليوم والليلة؟ قال : اللهم نعم ، قال : أنشدك الله : آلله أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة؟
قال : اللهم نعم قال أنشدك الله ، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ قال : اللهم نعم ، قال آمنت بما جئت به ، وأنا رسول من ورائي من قومى ، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بنى سعد بن بكر».
وفى رواية أحمد أنه قال أيضا : «آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده ولا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدونها معه؟ قال : اللهم نعم ، وأنه كان أشعر داغديرتين وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن صدق ذو العقيصتين يدخل الجنة».
وذكر أنه خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال :