صلى الله عليه وسلم وهو فى المسجد فكبّر الناس فى المسجد فأقبل رجل من الأنصار ثانيا طرفى ردائه على عاتقه فقال : يا رسول الله أنزلت فينا هذه الآية ، قال «نعم» فقال الأنصاري : بيع ربيح لا نقيل ولا نستقيل.
وأخرج ابن جرير أن عبد الله بن رواحة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة اشترط لنفسك ولربك فقال : «أشترط لربى أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسى أن تمنعونى مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم ، قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال : الجنة ، قال ربح البيع لا نقيل ولا نستقبل ، فنزلت الآية».
وأخرج ابن سعد فى طبقاته عن عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت ، أن سعد ابن زرارة أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة فقال : يا أيها الناس هل تدرون علام تبايعون محمدا؟ إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم والجن والإنس كافة. فقالوا نحن حرب لمن حارب ، وسلم لمن سالم. فقال يا رسول الله اشترط علىّ. فقال : «تبايعوني على أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله ، وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة ، والسمع والطاعة ، ولا تنازعوا الأمر أهله ، وتمنعونى مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم» قالوا نعم. قال قائل الأنصار : نعم هذا لك يا رسول الله ، فما لنا؟ قال «الجنة والنصر».
وأخرج ابن سعد عن الشّعبى قال : «انطلق النبي صلى الله عليه وسلم بالعباس ابن عبد المطلب وكان ذا رأى إلى السبعين من الأنصار عند العقبة ، فقال العباس ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة ، فإن عليكم للمشركين عينا ، وإن يعلموا بكم يفضحوكم فقال قائلهم : يا محمد سل لربك ما شئت ، ثم سل لنفسك ولأصحابك ما شئت ، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا ذلك؟ ، فقال : أسألكم لربى أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأسألكم لنفسى وأصحابى أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه أنفسكم ، قال : فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال : الجنة» فكان الشعبي إذا حدّث هذا الحديث قال : ما سمع الشّيب والشباب بخطبة أقصر ولا أبلغ منها.