أخرج ابن أبى شيبة وأحمد عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا رجل كذب فى خديعة حرب أو صلاح بين اثنين أو رجل يحدث امرأته ليرضيها».
ولا شك أن فى المعاريض ما يغنى العاقل عن الكذب كما جاء فى الحديث «إن فى المعاريض لمندوحة عن الكذب»
(ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١٢٠) وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٢١))
تفسير المفردات
رغب فى الشيء : أحبه وآثره ، ورغب عنه : كرهه ، وقد جمع بينهما فى الآية.
والظمأ : شدة العطش ، والنصب : الإعياء والتعب ، والمخمصة : الجوع الشديد ، والغيظ : الغضب ، ونيلا : أي أسرا وقتلا وهزيمة ، والوادي : كل منفرج بين جبال وآكام يكون منفذا للسيل.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر عزّ اسمه توبته على المتخلفين الذين حسنت نياتهم ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ـ أكد هنا وجوب متابعة الرسول والغزو معه لما فيه من الأجر العظيم ، وحظر تخلف أحد عنه إلا بإذنه.