النصف الاول من القرن الخامس عشر فما زلنا نرى البعض يدعون المهدوية (١) وقد تبعهم في ذلك فئات كثيرة من مختلف المذاهب الاسلامية.
ولما كانت قلوبهم قد ملئت بالعصبيات والاحقاد ضد ال بيت رسول الله صلى الله عليه واله وشيعتهم ، ما عساهم أن يفتحوا أبصارهم على ما هم عليه من التيه والزيغ ، ويقوموا بالبحث والتحقيق في موضوع الامامة ومعرفة الامام ، وسار على هذا النمط أيضا بعض الفرق المنتسبة إلى الشيعة مثل الاسماعيلية والزيدية والمتصوفة من الشيعة أتباع محيي الدين بن العربي وأحمد الغزالي ، وسائر أقطاب الصوفية ـ من أتباع الخلفاء المختلقين ـ المتحرين عن معرفة الامام المهدي الحق؟؟ الذي إنكاره وعدم معرفته مساوق للميتة الجاهلية كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية (٢).
__________________
(١) ظهر في أطراف البلاد الاسلامية منذ القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر الهجري سبعة وعشرون رجلا كل منهم يدعي أنه المهدي المنتظر والامام الموعود ، وآخرهم هو محمد القادياني المعاصر لعلي محمد الباب الشيرازي حيث ادعى الاول بانه المهدي الموعود في أرض الهند ، وادعى الثاني هذه الدعوة في إيران ، ولا يخفى أن كلا هذين الرجلين هما من مرتزقة بريطانيا وعملائها ، وما زال فئات من الناس يتبعونهما ويوالونهما على انحرافهما وخروجهما عن الدين ، وظلوا يواصلون دربهما مع انه قد انكشف بعد هلاكهما ودفنهما في مزابل التاريخ ما كانا يبطنان من نوايا خيانية وخطط جنائية ما كرة ، وعقيدة هؤلاء لا تمت إلى الاسلام بشئ بل ان عداءهم وحقدهم على الاسلام والمسلمين يبدو جليا وأظهر من الشمس.
(٢) هذا الحديث من المتواترات التي صححها علماء الفريقين ، رواه بعض الصحابة واخرجه اكثر من سبعين محدث ومفسر ومتكلم من أهل السنة ، وإليك أيها القارئ الكريم والمسلم المنصف طرفا من طرق هذه الرواية :
روي هذا الحديث بالفاظ اخرى عاضدة للفظ المشهور مثل «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» ، «من مات وليس عليه طاعة مات ميتة جاهلية» ، «من مات ولا امام له مات ميتة جاهلية» ، «من مات وليس لامام جماعة عليه طاعة مات ميتة جاهلية» ، والفاظ اخرى أخرجها احمد بن حنبل في المسند ٣ : ٤٤٦ و ٤ : ٩٦ ، ومسلم في الجامع