أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن الموحد البغداذي ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي الوزير ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغوي ، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ قال : أملاء عليّ أبي من كتابه سنة سبع وعشرين ومائتين ـ نا أبو عبد الله محمّد بن الحسن بن أنس الأبناوي (١) ، نا سليمان بن وهب الأبناوي (٢) ـ من مشيختنا ـ نا النعمان بن بزرج ، قال : لمّا توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث أبو بكر أبان بن سعيد بن العاص إلى اليمن ، فكلّمه فيروز في دم داذويه فقال : إن قيسا قتل عمي غدرا على عدائه ، وقد كان دخل في الإسلام وشرك في قتل الكذاب. فأرسل أبان يعلى بن أمية إلى قيس فقال : اذهب فقل له : أجب أبان بن سعيد ، وإن تردّد فاضربه بسيفك ، فقدم عليه يعلى ، فقال له : أجب الأمير أبان ، فقال له قيس : أنت ابن عمّي ، فأخبرني لم أرسل إليّ؟ فقال له : إنّ الديلمي كلّمه فيك أنك قتلت عمّه رجلا مسلما على عدائك ، قال قيس : ما كان مسلما لا أنا ولا هو ، وكنت طالب ذحل قد قتل أبي وقتل عمّي عبيدة وقتل أخي الأسود ـ يعني ـ فأقبل مع يعلى فقال أبان لقيس : أقتلت رجلا قد دخل في الإسلام ، وشرك في قتل الكذاب؟ قال : قدرت أيّها الأمير ، فاسمع مني ، أمّا الإسلام فلم يسلم لا هو ولا أنا ، وكنت رجلا طالب ذحل ، وأمّا الإسلام فتقبل مني وأبايعك عليه ، وأمّا يميني فهذه هي لك بكل حدث يحدثه كل إنسان من مذحج. قال : قد قبلنا منك فأمر أبان المؤذن أن ينادي بالصّلاة وصلّى أبان بالناس صلاة خفيفة ثم خطب فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد وضع كل دم كان في الجاهلية [١٤٣٣] ، فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به ثم جلس. فقال : يا ابن الدّيلمي ، تعال خاصم صاحبك ، فاختصما ، فقال أبان : هذا دم قد وضعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلا نتكلم فيه ، وقال أبان لقيس : الحق بأمير المؤمنين ـ يعني عمر ـ وأنا أكتب لك بأني قد قضيت بينكما ، فكتب إلى عمر أن فيروز وقيسا اختصما عندي في دم داذويه ، فأقام قيس عندي البيّنة أنه كان في الجاهلية فقضيت بينهما.
قال البغوي ولا أعلم لأبان بن سعيد مسندا غير هذا الحديث.
__________________
(١) الأبناوي : هذه النسبة إلى الأبناء ، وهم كل من ولد باليمن من أبناء الفرس وليس بعربي (الأنساب نقلا عن أبي حاتم بن حبان البستي).
(٢) الإصابة لابن حجر : الأنباري.