أمسى ثلاث مرات : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ، ولا في السّماء ، وهو السّميع العليم لم يصبه شيء» فأصبح أبان قد ضربه الفالج (١) فنظر إليه بعض جلسائه فقال : والله ما كذبت ولا كذبت ولا زلت أقولها منذ ثلاثين سنة حتى كانت هذه الليلة فأنسيتها وكان ذلك القضاء والقدر [١٤٤٠].
غريب من حديث المنذر.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، قالا : أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا داود بن عمرو ، نا ابن أبي الزناد ـ يعني عبد الرّحمن ـ عن أبيه وغيره ، عن الثقة أبان بن عثمان ، قال : سمعت أبا عبد الله عثمان بن عفان وهو يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قال في أوّل يومه أو في ليلته : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم ـ ثلاث مرات ـ لم يضره شيء في ذلك اليوم أو تلك الليلة» فأنا لا أدع ذلك في كل يوم وليلة منذ أخبرني عثمان عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : وكان أبان كذلك زمانا ثم أصابه رتج فالج فدخل عليه الناس يعودونه وجعل رجل منهم ينظر إليه نظرا شديدا ، قد كان يسمع ذلك القول عن عثمان عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقول أبان : والله ما أدعه في يوم ولا ليلة ، ففطن له أبان من شدة نظره ، فقال له أبان : هل تعجبت من قولي لك ما أدع ذلك منذ سمعته عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فقال الرّجل : قد أعجبني ذلك ، فقال أبان : أي والله ، أنسيت ذلك الدّعاء هذا اليوم أو هذه الليلة ليمضي أمر الله (٢) [١٤٤١].
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن أبي علي ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّصي ، وأحمد بن عبد الله الدوري ، قالا : نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، حدثني عمي (٣) قال : كان عمر
__________________
(١) الفالج هو استرخاء لأحد شقي البدن لانصباب خلط بلغمي تنسد منه مسالك الروح ، فلج فهو مفلوج.
(القاموس : فلج).
(٢) يعني أنه قد فلج ، كما تقدم في الرواية السابقة ، وكانت إصابته بالفالج قبل موته بسنة انظر تهذيب التهذيب (ترجمته ١ / ٦٥).
(٣) انظر نسب قريش لمصعب الزبيري ص ٤٢.