أبي يعلى ، عن الرّبيع بن خثيم ، قال : لا أفضل على نبيّنا صلىاللهعليهوسلم أحدا ، ولا أفضل على إبراهيم خليل ربي أحدا.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، نا عبد الله بن محمّد ، نا علي بن إسحاق ، نا حسين المروزي ، نا الهيثم بن جميل ، نا يعقوب بن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، قال : كان الله يبعث ملك الموت إلى الأنبياء عيانا ، فبعثه إلى إبراهيم ـ عليهالسلام ـ ليقبضه ، فدخل دار إبراهيم في صورة رجل شابّ جميل ، وكان إبراهيم رجلا غيورا ، فلمّا دخل عليه حملته الغيرة على أن قال له : يا عبد الله من أدخلك داري قال : أدخلنيها ربها ؛ فعرف إبراهيم أن هذا الأمر (١) حدث. قال : يا إبراهيم إني أمرت بقبض روحك قال : فامهلني يا ملك الموت حتى يدخل إسحاق ، فأمهله ، فلمّا دخل إسحاق ، قام إليه فاعتنق كل واحد منهما صاحبه ، فرقّ لهما ملك الموت فرجع إلى ربه فقال : يا ربّ رأيت خليلك جزع من الموت فقال : يا ملك الموت فأت خليلي في منامه فاقبضه ، قال : فأتاه في منامه فقبضه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد ـ أبو الحسين الذكواني ـ نا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ـ إملاء ـ نا عبد الله بن جعفر ، أنا الخليل بن محمّد ، نا روح بن عبادة (٢) ، عن موسى بن عبيدة (٣) ، أخبرني محمّد بن المنكدر ، قال : دخل إبراهيم النبي صلىاللهعليهوسلم داره ـ قال : وكان رجلا غيورا ـ فإذا هو برجل شابّ طيب الريح قال : ما أدخلك داري؟ قال : أذن لي ربها ، قال : فإن كان ربها أذن لك فهو أحق بها ، قال : اعرض عني يا إبراهيم ، قال : فحال في صورة أسود له أنياب مختلفة وعيناه تذرفان ، وله ريح منتنة وهيئة الله بها عليم.
قال : يا إبراهيم ، أنا ملك الموت ، وهذه ملائكة الرّحمة عن يميني ، وملائكة العذاب عن شماله ، فإذا توفيت النفس المؤمنة جئتها في هذه الهيئة الحسنة ، والرّيح الطيّبة التي رأيتني فيها ورفعتها إلى ملائكة الرحمة ، وإذا توفيت النفس الكافرة جئتها في هذه الصّورة وهذه الرّيح فرفعتها إلى ملائكة العذاب.
__________________
(١) في المختصر : لأمر.
(٢) ضبطت «روح بن عبادة» بالقلم عن تقريب التهذيب.
(٣) ضبطت : بضم أوله عن تقريب التهذيب.