ملك الموت إلى الله عزوجل فقال : يا ربّ إن عبدك إبراهيم جزع من الموت جزعا شديدا فقال : يا جبريل خذ ريحانة من الجنة فانطلق بها مع ملك الموت إلى إبراهيم وحيّه بها وقل له : الخليل إذا طال به العهد من خليله اشتاق إليه ، وأنت خليل أما تشتاق إلى خليلك؟ فأتاه وبلّغه رسالة ربّه ، ودفع إليه الريحانة فقال : نعم يا ربّ ، قد اشتقت إلى لقائك ، فشم الريحانة فقبض فيها.
قال : ونا أبو حذيفة ، أخبرني ابن سمعان يرفعه : أن إبراهيم عاش مائة سنة وخمسا (١) وتسعين سنة.
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّويه ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحارث بن أبي أسامة ، أنا محمّد بن سعد (٢) ، أنا هشام بن محمّد ، عن أبيه قال : خرج إبراهيم (٣) إلى مكة ثلاث مرات دعا الناس إلى الحجّ في آخرهن ، فأجابه كل شيء سمعه ، فأوّل من أجابه جرهم قبل العماليق ، ثم أسلموا ورجع إبراهيم إلى بلد الشام ، فمات به وهو ابن مائتي سنة.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ، عن أبي خازم محمّد (٤) بن الحسين بن محمّد بن الفراء ، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن المعدّل ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق ، نا أبو مسهر أحمد بن مروان ، نا الوليد بن طلحة العطّار ، نا ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب ، عن عبد الله بن أبي فراس ، قال : جسد إبراهيم في مغارة بين الصخرة ومسجد إبراهيم ورجليه هاهنا ورأسه عند الصخرة.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، نا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا محمّد بن إبراهيم بن الفضل المقاسمي ، نا محمّد بن نعيم ، نا قتيبة بن سعيد ـ أبو رجاء
__________________
(١) بالأصل : وخمسة.
(٢) طبقات ابن سعد ١ / ٤٨.
(٣) بالأصل : «خرج مكة إلى إبراهيم» سهو ، وصححنا العبارة عن ابن سعد.
(٤) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٠٤ فيها : محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء ، وانظر بهامشها ثبتا بمصادر ترجمته.