من غادر خبثت مغارس وده |
|
فإذا محضت له الوفاء تأوّلا |
أو حلف دهر كيف مال بوجهه |
|
أمسى كذلك مدبرا أو مقبلا (١) |
لله علمي بالزمان وأهله |
|
ذنب (٢) الفضيلة عندهم أن تكملا |
طبعوا على لؤم الطباع فخيرهم |
|
إن قلت قال وان سكت تقوّلا |
وأنشدنا له أيضا :
عدمت دهرا ولدت فيه |
|
كم أشرب (٣) المرّ من بنيه |
ما تعتريني (٤) الهموم إلّا من |
|
صاحب كنت أصطفيه |
فهل صديق يباع حتى |
|
بمهجتي كنت أشتريه |
يكون في قلبه مثال |
|
يشبه ما صاغ لي بفيه (٥) |
وكم صديق (٦) رغبت عنه |
|
قد (٧) عشت حتى رغبت فيه |
وقال لي الأمير أبو الفضل : وعمل والدي رحمهالله طستا من فضة ، فعمل ابن منير أبياتا كتبت عليه من جملتها :
أيا صنو مائدة لأكرم مطعم |
|
مأهولة الأرجاء بالأضياف |
جمعت أياديه إليّ أيادي الّا |
|
لاف بعد البذل للالاف |
ومن العجائب راحتي من راحة |
|
معروفة المعروف بالاتلاف |
حدّثني أبو محمّد عبد الله بن أحمد الحميري الكاتب أن مولد أبي الحسين بن منير سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة بأطرابلس.
وبلغني أن أبا الحسين (٨) بن منير مات بحلب في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
__________________
(١) بالأصل : «مقبلا أو مدبرا» وفوق اللفظتين علامة التبديل ، والمثبت عن المختصر.
(٢) الأصل والوفيات والوافي ، وفي المختصر : دنت.
(٣) بالأصل «المو» وشطبت الكلمة وكتبت بدلها تحت السطر «المر» وفي الوافي «المرّ».
(٤) عن الوافي وبالأصل : «يعتريني».
(٥) سقط البيت من الوافي.
(٦) في الوافي : «عدو».
(٧) في الوافي : «فعشت» بدل «قد عشت».
(٨) بالأصل «أبا الحسن» خطأ ، وهو صاحب الترجمة وانظر بغية الطلب ٣ / ١١٦٢.