الأنصاري ـ بدمشق ـ نا محمّد بن هارون بن بكار العاملي ، نا محمّد بن سليمان القشيري الرّقّي ، نا محمّد بن السماك ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«ما من عبد يخطو خطوة إلّا سئل عنها ما ذا أراد بها (١)» [١٤٠٥].
قال : وأنشدني أحمد بن أبي الليث المصري ، أنشدني محمّد بن جعفر قال : أنشدنا أبو الغر (٢) لنفسه :
ليس لي مال سوى كرمي |
|
فيه لي أمن من العدم |
لا أقول الله يظلمني |
|
كيف أشكو غير متهمي |
قنّعت نفسي بما رزقت |
|
وتمطّت في العلى هممي |
ولبست الصبر سابغة |
|
هي من قرني إلى قدمي |
وإذا ما الدهر عاتبني |
|
لم يجدني كافر النعم |
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : أحمد بن أبي الليث ـ وهو نصر بن محمّد الحافظ المصري ـ قدم علينا نيسابور وهو باقعة (٣) في الحفظ ، ولقد رأيته يوما يذكر ـ بحضرة أبي علي الحافظ بن حمد ـ سليمان التيمي عن أنس فشبّهته بالسّحر في المذاكرة ، هذا سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، ورد مع أبي الفضل العطار ، وأبي العباس بن الخشاب ؛ وكان مع هذا يتقشف ويجالس الصّالحين من الصّوفية ، وكتب عندنا سنين ، ثم أذاه بلديّ له فخرج إلى ما وراء النهر ، واشتغل بالأدب والشعر ، ثم أنه تصرف للسلطان في أعمال كثيرة : البندرة (٤) والبريد والحضرة سنة خمس وخمسين وهو بالات (٥) سربه وغلمان ومواكب ، ثم وردتها بعد ذلك وقد نقص ، فكان كثير الاجتماع معي ، وحفظه كما كان ، فكنت أتعجب منه. سمع بمصر أصحاب يونس بن
__________________
(١) بالأصل «به» والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٢) كذا ، وفي المختصر : «أبو العير»!؟.
(٣) الأصل وتذكرة الحفاظ والوافي ٨ / ٢١٣ وفي تهذيب ابن عساكر : نابغة.
(٤) البنادرة : تجار يلزمون المعادن أو الذين يخزنون البضائع للغلاء (القاموس) وفي اللسان : رجل بندري وهو الكثير المال.
(٥) كذا بالأصل «بالاسسريه» وفي م «بالات» وفي تهذيب ابن عساكر : «بالآن سربه». لم أحله.