لكل مؤمن حقوقا لا يضيعها إلّا من لم يراع حقوق الله عليه.
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمّد بن حبّان ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي قال : حكي عن أبي عبد الله بن الجلّاء أنه قال : الدنيا أوسع رقعة ، وأكثر رحمة من أن يجفوك واحد ، فلا يرغب فيك آخر.
وقال (١) :
تلقى بكلّ بلاد إن حللت بها |
|
أهلا بأهل وإخوانا بإخوان |
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمّد بن عبد الله السّنجي (٢) المؤدّب ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن أبي الحسن الجوهري المروزيان بها ، قالا : أنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد التاجر ـ بنيسابور ـ أنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السراج قال : سمعت أبا نصر السراج ـ يعني عبد الله بن علي ـ يقول : سمعت أبا بكر الدقي يقول : سمعت أبا عبد الله أحمد بن يحيى الجلّاء يقول : لو أن رجلا عصى الله بين يدي معصية (٣) أنظر إليه ثم غاب فلا يجوز فيما بيني وبين الله عزوجل أن اعتقد فيه ذاك الذي رأيته بعيني ، لأنه يمكن أنه قد تاب ورجع إلى الله عزوجل حين غاب عني.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ قال (٤) : سمعت محمّد بن الحسين بن موسى يقول : سمعت أبا الحسين الفارسي يقول : سمعت أحمد بن علي يقول : سئل أبو عبد الله الجلّاء عن الحق؟ فقال : إذا كان الحق واحدا وجب أن يكون طالبه وحداني الذات وقال : سمعت همم المريدين إلى طلب الطريق إليه فأفنوا نفوسهم في الطلب ، وسمت همم العارفين إلى مولاهم فلم يعطف (٥) على شيء سواه.
قال (٦) وسمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت محمّد بن عبد الله الرازي
__________________
(١) في المختصر : وأنشد.
(٢) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى سنج بكسر السين المهملة وسكون النون ، وهي قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها.
(٣) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن المختصر.
(٤) حلية الأولياء ١٠ / ٣١٤.
(٥) الحلية : تعطف.
(٦) حلية الأولياء ١٠ / ٣١٤.