الفضل بن طاهر بن الفرات ، قال : سمعت محمّد بن عبد الرّحمن الكاتب الروذباري (١) قال : سمعت البارنجي يقول : سمعت أبا النضر إسماعيل بن أبي عباد عن أخيه أبي الحسن بن أبي عباد ، حدثني أبو العباس أحمد بن أبي خالد قال (٢) : كنت يوما عند المأمون أكلمه في بعض الأمر فحضرتني عطسة فرددتها ، وفهم المأمون ذلك فقال : يا أحمد لم فعلت هذا أما علمت أنه ربّما قتل ولسنا نحمل أحدا على هذه الخطة ، فدعوت له ، وقلت : يا أمير المؤمنين ما سمعت كلمة لملك أشرف من هذه ، قال : بلى ، كلمة هشام حين أراد الأبرش الكلبي أن يسوّي عليه ثوبه فقال هشام : إنّا لا نتخذ الإخوان خولا.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الصلت ، أنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني (٣) ، أخبرني أحمد بن عبد الله بن عمّار ، حدّثني محمّد بن القاسم بن مهرويه ، حدثني محمّد بن أبي مروان الكاتب قال : أخذ أبو نواس من عنان جارية الناطفي خاتما فصّه ياقوت أحمر ، فأخذه منه أحمد بن أبي خالد (٤) حيلة من أبي نواس فطلبته منه عنان فبعث إليها خاتما فصّه أخضر فاتّهمته في ذلك ، فكتب إلى أحمد بن أبي (٥) خالد :
فدتك نفسي يا أبا جعفر |
|
جارية كالقمر الأزهر |
تعلّقتني وتعلّقتها |
|
كفلين في المهد إلى المكبر (٦) |
كنا (٧) وكانت تتهادى الهوى |
|
بخاتمينا غير مستنكر |
__________________
(١) بالأصل «الروزبادي» خطأ والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى الروذبار ، وهي في بلاد متفرقة (انظر معجم البلدان ـ الأنساب).
(٢) الخبر في مختصر ابن منظور والوافي بالوفيات ٨ / ٢٧٣.
(٣) الأغاني ٢٣ / ٨٨ ـ ٨٩ في أخبار عنان.
(٤) في الأغاني : أحمد بن خالد حيلويه.
(٥) الأغاني : «أحمد بن خالد» وفي ديوان أبي نواس ط بيروت ص ٢٧٦ حاشية : «ومنه هذه القصيدة يتوسل فيها لصديقة أبي جعفر» دون أن يسميه المحقق.
والأبيات في الديوان ص ٢٧٦ والأغاني ٢٣ / ٨٩.
(٦) الأصل والأغاني ، وفي الديوان : المحشر.
(٧) في الديوان والأغاني : كنت وكانت نتهادى الهوى.