عبد العزيز على سليمان بن عبد الملك وعنده أيوب ابنه وهو يومئذ ولي عهده ، قد عقد له من بعده ، فجاء إنسان يطلب ميراثا من بعض نساء الخلفاء ، فقال سليمان : ما إخال النساء يرثن في العقار شيئا. فقال عمر بن عبد العزيز : سبحان الله ، فأين كتاب الله؟ قال : يا غلام اذهب فائتني بسجلّ عبد الملك بن مروان الذي كتب في ذلك. فقال له عمر : لكأنك أرسلت إلى المصحف! قال أيوب : والله ليوشكنّ الرجل يتكلم بمثل هذا عند أمير المؤمنين ثم لا يشعر حتى يفارقه رأسه. قال له عمر : إذا أفضى الأمر إليك وإلى مثلك فما يدخل على أولئك أشدّ مما خشيت أن يصيبهم من هذا ، فقال سليمان : مه ، ألأبي حفص تقول هذا؟ قال عمر : والله لئن كان جهل علينا يا أمير المؤمنين ما حملنا (١) عنه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثني ابن بكير ، حدّثني الليث بن سعد ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن طلحة بن عبد الملك الأيّلي أنه قال : دخل عمر بن عبد العزيز على سليمان بن عبد الملك وهو خليفة وعنده أيوب ابنه ، وهو ولي عهد المسلمين ، وقد عقد له من بعده [فجاء](٢) إنسان يطلب [ميراثا من](٣) بعض نساء الخلفاء ، فقال سليمان : ما إخال النساء يرثن في العقار ، فقال عمر بن عبد العزيز : سبحان الله فأين كتاب الله؟ قال : يا غلام اذهب فائتني بسجل عبد الملك بن مروان الذي كتبه إلى ذلك ، فقال له عمر : والله لكأنك [أرسلت](٤) إلى المصحف ، فقال أيوب : والله ليوشكنّ الرجل أن يتكلم بهذا عند أمير المؤمنين ثم لا يشعر حتى يفارقه رأسه. فقال له عمر : أو ذلك إليك ، إذا أفضى ذلك إليك وإلى مثلك فما يدخل على أولئك أشدّ مما خشيت أن يصيبهم من هذا. قال : سبحان الله ، مه لأبي حفص تقول هذا؟ فقال عمر : والله يا أمير المؤمنين لأن كان جهل علينا ما حلمنا عنه.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا جدي أبو محمد ، حدّثنا أبو علي الأهوازي ، أنا أبو بكر بن أبي الحديد ، أنا أبو بكر الخرائطي ، حدّثنا أبو يوسف
__________________
(١) في مختصر ابن منظور : حلمنا.
(٢) ما بين معكوفتين مكانها في الموضعين مطموس في الأصل ، والمثبت عن م.
(٣) ما بين معكوفتين مكانها في الموضعين مطموس في الأصل ، والمثبت عن م.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.