لا أذكر إلّا ليلة سهرت ليلة كاملة ، ولا أنّي صمت يوما ثم لم أفطر من ليلته ، ولكنّ الله سبحانه يلقي في القلوب أكثر مما يفعله العبد ، لطفا منه سبحانه وكرما. ثم ذكر ابتداء أمره كيف كان على ما ذكرنا.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أخبرنا محمد بن يحيى بن إبراهيم ، أخبرنا [أبو](١) عبد الرّحمن السّلمي ، قال : سمعت أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي ـ ببغداد ـ ومحمد بن عبد الله الرازي ـ واللفظ لابن مالك ـ يقولان : سمعنا علّان القصائدي يقول : سمعت زبدة (٢) بنت الحارث أخت بشر بن الحارث قالت ح.
وأخبرنا أبو منصور بن زريق ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا ابن الثوري ، أخبرنا محمد بن الحسين السّلمي قال : سمعت أحمد بن مالك القطيعي يقول : سمعت علان القصائدي يقول : سمعت زبدة (٣) بنت (٤) الحارث تقول : دخل عليّ بشر ليلة من الليالي فوضع أحد رجليه داخل الدار والأخرى خارجها (٥) ، وبقي كذلك يتفكر حتى أصبح ، فلما أصبح وتهيّأ للطهارة سألته وقلت : أقسمت عليك فبما ذا تفكّرت طول ليلتك؟ قال : تفكّرت في بشر النصراني ، وبشر اليهودي ، وبشر المجوسي ، ونفسي ونفسي واسمي بشر فقلت : ما الذي سبق منك إليه حتى خصّك؟ فتفكرت في تفضّله عليّ وحمدته عليّ أن ـ وقال عبد الغافر : ومنته علي في أن ـ جعلني من خاصّته ، وألبسني لباس أحبّائه.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني عبد الصمد بن محمد الخطيب ، حدّثنا الحسن بن الحسين الفقيه الشافعي ، قال : سمعت أبا الغادي (٦) الحسن بن أحمد البغدادي ، قال : سمعت عليا الحداد البغدادي يقول : قيل لبشر بن الحارث : لم لا تدخل الجامع تعظ الناس؟ قال : إنما يدخل الجامع جامع قال : وقيل لبشر : لم لا تصلي في الصف الأول؟ فقال : أنا أعلم إيش تريد ، تريد قرب القلوب لا قرب الأجسام.
__________________
(١) سقطت من الأصل ، وزيادتها لازمة ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٤٧.
(٢) والمثبت والضبط عن التبصير ٢ / ٦١٩.
(٣) والمثبت والضبط عن التبصير ٢ / ٦١٩.
(٤) بالأصل «ابن» خطأ والصواب مما تقدم.
(٥) بالأصل «خارج» والمثبت عن المطبوعة الجزء ١٠ / ٦١.
(٦) عن المطبوعة ١٠ / ٦١ وبالأصل (الغار).