نفسه ، فلما ولّى تغرغرت عينا بشر وقال : رجل أحب رجلا على خير توهمه ، لعلّ المحبّ قد نجا والمحبوب لا يدرى ما حاله.
كتب إليّ أبو القاسم صدقة بن محمد بن الحسين بن المحلبان ، أخبرنا محمد بن علي بن أبي عثمان ، أخبرنا علي بن محمد بن أبي عثمان ، أخبرنا علي بن محمد بن بشران ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا الحسن بن عمر السّبيعي ، قال : سمعت بشرا يقول : إذا أحبّ الله عزوجل أن يتحف العبد سلّط عليه من يؤذيه قال : وسمعت بشرا يقول : قال سفيان : لا خير فيمن لا يؤذى.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرنا القاضي أبو محمد [الحسن بن الحسين](٢) بن رامين الأسترآباذي ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حميد الحميدي الشيرازي ، حدّثنا عمر بن الفياض ، أخبرنا أحمد بن محمد الحربي ، نا [عمّي حدّثنا](٣) عبيد الله الوراق ، قال : خرجت يوم جمعة مع بشر ـ يعني ابن الحارث ـ إذ دخل المسجد وعليه فرو متقطع ، فردّه العون فذهبت لأكلّمه فمنعني ، فجاء فجلس عند قبة الشعراء ، فقلت له : يا أبا نصر لم لم تدعني أكلمه؟ قال : اسكت [سمعت](٤) المعافى بن عمران يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : لا يذوق العبد حلاوة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.
أخبرنا أبو الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (٥) ، أخبرني أبو عبد الله محمد بن خفيف (٦) الشيرازي الصوفي فيما كتب إليّ ، حدّثني أبو محمد عبد الله بن الفضل ، حدّثني أبو عبد الله القاضي ، حدّثني أبي قال : كان عندنا ببغداد رجل من التّجار صديقا لي وكان كثيرا ما أسمعه يقع في الصوفية قال : فرأيته بعد ذلك يصحبهم [فأنفق عليهم جميع ما ملك. قال : فقلت له : أليس كنت تبغضهم؟](٧) قال : فقال لي : ليس الأمر على ما
__________________
(١) تاريخ بغداد ٧ / ٧٨.
(٢ ـ ٤) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
(٥) حلية الأولياء ٨ / ٣٥٢.
(٦) في الحلية : حنيف.
(٧) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء.