هباء ، وكل ديانة أسست على غير ورع فهي هباء (١).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ـ ببغداد ـ أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، حدّثنا مشرف بن سعيد ، حدّثنا إسحاق بن محمد ، حدّثنا سفيان بن حسين ، قال (٢) : قلت لإياس بن معاوية : ما المروءة؟ قال : أما [في] بلدك وحيث تعرف فالتقوى ، وأما حيث لا تعرف فاللباس.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا هاشم بن الوليد ، حدّثنا عبد الله بن حشرج البصري ، حدّثني المستنير بن أخضر ، عن إياس بن معاوية بن قرّة قال (٣) : جاءه دهقان فسأله عن المسكر (٤) أحرام هو أم حلال؟ فقال : هو حرام. فقال : كيف يكون حرام؟ أخبرني عن التمر أحلال أم حرام؟ فقال : حلال. قال : فأخبرني عن الكشوث (٥) أحلال هو أم حرام؟ قال : حلال. قال : فأخبرني عن الماء؟ قال : حلال. قال : فما خالف ما بينها ، وإنما هو من التمر والكشوث والماء ، أن يكون هذا حلالا وهذا حراما؟ فقال إياس للدّهقان : لو أخذت كفّا من تراب فضربتك به أكان يوجعك؟ قال : لا. قال : وأخذت كفّا من ماء فنضحته في وجهك أكان يوجعك؟ قال : لا. قال : وأخذت كفا من تبن فضربتك به أكان يوجعك؟ قال : لا. قال : فإذا أخذت هذا التراب فعجنته بالتبن والماء ثم جعلته كتلا حتى يجف ، فضربتك به أكان يوجعك؟ قال : نعم ، ويقتلني. قال : فكذا هو التمر والماء والكشوث إذا جمع ثم عتّق حرم كما يجفف هذا.
أخبرناها أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا عبد الوهاب بن محمد بن عبيد ، حدّثنا هاشم بن الوليد ، حدّثنا عبد الله بن إسحاق ، أنا الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، حدّثنا عبد الله بن حشرج البصري ، حدّثني المستنير بن أخضر ، عن إياس بن معاوية بن قرّة قال : جاءه دهقان فسأله عن السّكر أحرام
__________________
(١) أخبار القضاة باختلاف الرواية ١ / ٣٥٦.
(٢) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٥٣ والزيادة التالية عنه.
(٣) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٤٩.
(٤) كذا بالأصل والمختصر ، ووكيع وبهامشه : كذا بالأصل والظاهر السكر بفتح السين والكاف.
(٥) الكشوث نبات مجتث مقطوع الأصل ، أصفر ، يتعلق بأطراف الشوك وغيره ، ويجعل منذ النبيذ (اللسان) وفي وكيع : كشوت بالتاء ، وبهامشه : كذا بالأصل الظاهر : كتبت وهو النبيذ ، وصوت غليان القدر.