نصف النهار رأى شربة سويق فشرب ، فإذا كان الليل أعطي كلّ رجل منهم درهما ، وأعطي هذا أربعة دراهم [أو] خمسة درهم.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت : أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، حدّثنا محمد بن هارون الرّوياني ، حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا شاذان ، عن حمّاد بن سلمة ، عن حميد أن (١) أنسا شكّ في ولد له فدعا إياس بن معاوية فنظر له [فرجع إليه](٢).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن رشأ بن نظيف ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن سيبخت (٣) البغدادي ، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي ، حدّثنا ثعلب ، حدّثنا أبو عمر الشيباني ، قال : قال أبو الحسن المدائني : كان إياس بن قرّة قاضيا قائفا مزكيا استقضاه عمر بن عبد العزيز.
أرسل [عمر بن عبد العزيز](٤) رجلا من (٥) أهل الشام ، وأمره أن يجمع بين إياس وبين القاسم بن ربيعة الجوشني من بني عبد الله بن غطفان ، ويولّي القضاء أنفذهما. فقدم يجمع بينهما. فقال إياس للشامي : سل عني وعن القاسم فقيهي المصر الحسن وابن سيرين ، ولم يكن إياس يأتيهما ، فعلم القاسم أنه إن سألهما أشارا به ، فقال الشامي : لا تسأل عنه ، فو الله الذي لا إله إلّا هو إنّ إياسا لأفضل مني وأفقه وأعلم بالقضاء ، فإن كنت ممن يصدق قولي (٦) ، وإن كنت كاذبا فما يحلّ أن توليني وأنا كذّاب. فقال إياس للشامي : إنك جئت برجل فأقمته على جهنم ، فافتدى نفسه من النار أن تقذفه فيها بيمين حلفها كذب فيها يستغفر الله عزوجل منها ، وينجو مما يخاف. فقال الشامي : أما إذا فطنت لهذا فإني أوليك ، فاستقضاه فلم يزل على القضاء سنة ثم هرب ، وكان يفصل بين الناس إذا تبيّن له الأمر حكم به.
__________________
(١) قوله : «أن أنسا» مكانها بالأصل : «ابن اسبا» والمثبت عن تهذيب التهذيب ١ / ٢٤٧.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب.
(٣) بالأصل : سيبخة والمثبت عن م ، والضبط عن التبصير.
(٤) ما بين معكوفتين زيادة ضرورية عن أخبار القضاة لوكيع ١ / ٣١٢.
(٥) بالأصل «إلى» خطأ ، والصواب ما أثبت ، وفي أخبار وكيع : وجه رجلا إلى البصرة.
(٦) زيد في وكيع : فما ينبغي أن تتركه وتوليني.