جلس رجل منهم في مجلس فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : يا فلان لو رأيت فلانا طعن ، ثم قال : خذها وأنا الغلام الغفاري قال : فما ترى؟ قال : أراه إلّا قد حبط أجره. قال : فتكلموا في ذلك حتى سمع النبي صلىاللهعليهوسلم أصواتهم فقال : «بل يحمد ويؤجر» [فسرّ](١) بذلك أبو الدرداء حتى همّ أن يجثو على ركبتيه ، فقال : أنت سمعته مرارا؟ قال : نعم ، ثم مر علينا يوما آخر. فقال أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك؟ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «نعم الرجل خريم الأسدي ، لو قصّ من شعره وشمّر إزاره» فبلغ ذلك خريما ، فعجل فأخذ الشفرة فقصّر من جمّته ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه. قال أبي : فدخلت على معاوية فرأيت رجلا معه على السرير ، شعره فوق أذنيه ، مؤتزرا إلى أنصاف ساقيه. قلت : من هذا؟ قال : خريم الأسدي. قال : ثم خرج علينا يوما آخر فقال (٢) أبو الدرداء : كلمة منك تنفعنا ولا تضرك ، قال : نعم كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لنا : «إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم ولباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة فإن الله لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش» [٢٥٥٣].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنبأنا أحمد بن عمير ، إجازة ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن الرّبعي ، أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، أخبرنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة : بشر التغلبي أو قيس ، أبو قيس بن بشر من أهل قنّسرين.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا تمام بن محمد ، أخبرنا جعفر بن محمد بن جعفر ، حدّثنا أبو زرعة قال : في الطبقة الثانية : بشر التغلبي أبو قيس بن بشر منزله بقنّسرين.
أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن الأصبهاني ، قالا : ـ أخبرنا أحمد بن
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن المسند.
(٢) بالأصل «فقالوا» والمثبت عن المسند.