ومحمد بن يحيى ، قالا : حدّثنا سفيان ، قال : سمعت ابن شبرمة ، قال : قالوا لإياس بن معاوية : إنّك معجب برأيك قال : لو لم أعجب به لم أقض (١) به.
قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا الحسن بن أبي بكر ، أنا أبي ، أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن يوسف الجريري (٢) ، حدّثنا أحمد بن الحارث ، أنا أبو الحسن المدائني ، عن أبي محمد القرشي ، قال (٣) : استودع رجل رجلا ماله ، ثم طلبه فجحده ، فخاصمه إلى إياس ـ يعني ابن معاوية ـ فقال الطالب : إني دفعت المال قال : ومن حضرك؟ قال : دفعته إليه في مكان كذا وكذا ولم يحضرنا أحد ، قال : فأي شيء كان في ذلك الموضع؟ قال : شجرة ، قال : فانطلق إلى ذلك الموضع وانظر إلى الشجرة فلعل الله تعالى يوضح لك هناك ما يبيّن (٤) لك حقك ، لعلك دفنت مالك عند الشجرة ونسيت ، فتذكر إذا رأيت الشجرة ، فمضى الرجل ، وقال إياس للمطلوب : اجلس حتى يرجع خصمك ، فجلس وإياس يقضي وينظر إليه ساعة ، ثم قال له : يا هذا أترى صاحبك بلغ موضع الشجرة التي ذكر؟ قال : لا ، قال : يا عدو الله إنك لخائن (٥) ، قال : أقلني أقالك الله ، فأمر من يحتفظ به حتى جاء الرجل ، فقال له إياس : قد أقرّ لك بحقّك فخذه به.
قال الحسن وأنا أبي ، قال الخطيب : وأنا علي بن أبي علي المعدّل ، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنا أحمد (٦) بن محمد بن يوسف الجريري ، أنا أحمد بن الحارث ، أنا أبو الحسن المدائني ، عن روح أبي الحسن القيسي ، قال (٧) : استودع رجل رجلا من أفناء الناس مالا قال : وكان أمينا لا بأس به وخرج المستودع إلى مكة فلما رجع طلبه فجحده ، فأتى إياسا ـ يعني ابن معاوية ـ فأخبره ، فقال له إياس : أعلم أنك أتيتني؟ قال : لا ، قال فنازعته عند أحد؟ قالا : لم يعلم أحد بهذا ، قال : فانصرف واكتم أمرك ثم عد
__________________
(١) بالأصل : لم أقضى.
(٢) بالأصل وم «الحريري» والصواب ما أثبت انظر ترجمته في تاريخ بغداد ١ / ٣٧٦.
(٣) الخبر في أخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٤٢.
(٤) بالأصل : بين.
(٥) رسمها غير واضح ، والمثبت عن م ، وانظر أخبار القضاة لوكيع.
(٦) كذا ، تقدم : محمد بن أحمد بن يوسف.
(٧) أخبار القضاة لوكيع ١ / ٣٧١.