انتشرت كتبه الكبار ، ولعله آخر من حدّث عنه من أصحابه.
وحكي عن أبي بكر بن أبي خيثمة وذكر بقيّ بن مخلد فقال : كنا نسميه المكنسة وهل احتاج بلد فيه بقيّ بن مخلد أن يأتي إلى هاهنا منه أحد؟
أخبرنا أبو القاسم بن صدقة بن محمد بن الحسن قال : قال لنا أبو عبد الله الحميدي (١) ، قال أبو سعيد بن يونس في تاريخه : إن بقي بن مخلد مات بالأندلس سنة ست وسبعين ومائتين.
وقال أبو الحسن الدارقطني في «المختلف» إنه مات سنة ثلاث وسبعين وقد تقدم في اسم محمد بن سعيد بالإسناد الذي لا شك في صحته أن الأمير عبد الله بن محمد شاور الفقهاء ومنهم بقيّ بن مخلد في قتل الزنديق فصحّ كونه حيا في أيام عبد الله. وكانت ولايته في سنة خمس وسبعين وتمادت إلى الثلاثمائة ، هكذا أخبرنا أبو محمد فيما جمعه من ذكر أوقات الأمراء وأيامهم بالأندلس. وهذا شاهد لصحة قول أبي سعيد ، والله أعلم.
أبو محمد هذا هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم. ذكر القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي الأندلسي في تاريخه تحديد وفاته فقال : أخبرني عبيد الله بن محمد ، حدّثنا عبد الله بن يونس أن بقيّ بن مخلد ولد في شهر رمضان سنة إحدى ومائتين ومات رحمهالله ليلة الثلاثاء لليلتين بقيتا من جماد الآخرة سنة ست وسبعين ومائتين والله أعلم.
__________________
(١) جذوة المقتبس ص ١٧٨.