وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، حدّثنا زحمويه ، حدّثنا صالح بن عمر ، عن مطرف ، عن عامر ، قال : لما قاتل مروان الضّحّاك بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال : أما تحب أن تقاتل معنا؟ فقال : إن أبي وعمي شهدا بدرا فعهدا إليّ أن لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلّا الله ، فإن جئتني ببراءة من النار ، قالا : قاتلت معك؟ فقال : اذهب ووقع فيه وسبّه ـ وقال ابن المقرئ : وشتمه ـ فأنشأ أيمن بن خريم يقول :
ولست (١) بقاتل رجلا يصلّي |
|
على سلطان آخر من قريش |
وقال ابن حمدان : لست مقاتلا.
له سلطانه وعليّ إثمي |
|
معاذ الله من جهل وطيش |
أأقتل مسلما في غير شيء |
|
فليس بنافعي ما عشت عيشي |
وقال ابن حمدان : أقاتل.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن اللّالكائي ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا ابن عثمان ـ يعني عبد الله ـ أنا عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ أنا مليح بن سليمان ، قال : كان أيمن بن خريم اعتزل عبد الملك (٢) حين كان بينه وبين عمرو ـ يعني ابن سعيد ـ ما كان ، فعاتبه عبد الملك فقال أيمن :
أأذهب (٣) في حجاج بين عمرو |
|
وبين خصيمه عبد العزيز |
فأهلك بينهم في غير شيء |
|
وبلغني (٤) منهم أهل الكنوز |
لعمرك ما هديت إذا لرشدي |
|
ولا وفّقت للحرز الحريز |
فإني تارك لهم (٥) جميعا |
|
ومعتزل كما اعتزل ابن كوز |
__________________
(١) بالأصل : «لست» بدون واو ، والزيادة للوزن.
(٢) الخبر والأبيات في الأغاني ٢٠ / ٣٠٩ ـ ٣١١ والمنازعة بين عمرو بن سعيد وعبد العزيز بن مروان.
(٣) في الأغاني : أأقتل بين حجاج بن عمرو.
(٤) الأغاني :
أنقتل ضلة في ... ويبقى بعدنا ..
(٥) الأغاني : لهما.