أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم [حدّثنا] محمد بن سعد قال : قال هشام بن محمد بن السّائب الكلبي : لما ولي أسلم بن زرعة الكلابي خراسان ذكر أن قوما كانت تدفن أموالهم معهم فيبعث إلى القبور فتنبش فقال بيهس بن صهيب الجرمي :
تجنب لنا قبر الغفاري والتمس |
|
سوى قبره لا يعل مفرقك الدم |
هو النابش القبر المحيل عظامه |
|
لينظر هل تحت السقائف درهم |
يعني بالغفاري الحكم بن عمرو الغفاري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان أميرا لخراسان زمن معاوية.
ولبيهس بن صهيب الجرمي (١) :
ألمّا على قبر لصفراء فاقرءا ال |
|
سلام وقولا حيّنا [أيها](٢) القبر |
وما كان شيئا غير أن لست صابرا |
|
دعاءك قبرا دونه حجج عشر (٣) |
برابية (٤) فيها كرام أعزة (٥) |
|
على أنها إلّا مضاجعهم قفر |
عشية مال (٦) الركب من غرض (٧) بنا |
|
تروّح أبا المقدام قد جنح القصر (٨) |
فقلت لهم : يوم قليل وليلة |
|
لصفراء قد طال التجنب والهجر |
وبتّ وبات الناس حولي هجّدا |
|
كأنّ عليّ الليل من طوله شهر |
إذا قلت هذا حين أهجع ساعة |
|
تطاول بي ليل كواكبه زهر |
أقول إذا ما الجنب ملّ مكانه |
|
أشوك يجافي الجنب أم تحته جمر؟ |
فلو أن صخرا من عمانة (٩) راسيا |
|
يقاسي الذي ألقى لقد ملّه الصخر |
كذا فيه وأحسبه : لهدّله الصخر.
__________________
(١) الأبيات في الأغاني ٢٢ / ١٣٨ قالها وقد اجتاز بلاد بني أسد فمرّ بقبر صفراء ، قيل إنها كانت زوجته ، فقضى نهاره كله عنده ، فأنشأ يقول وهو يبكي.
(٢) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
(٣) بالأصل «عسر» بالمهملة ، والمثبت عن الأغاني. وضبطت : «دعاؤك» بالرفع في الأصل والمطبوعة.
والصواب ما أثبت بالنصب. ودعاءك مفعول صابرا.
(٤) بالأصل وم : «ترابية» والمثبت عن الأغاني.
(٥) في الأغاني : «أحبة» وبهامشها عن نسخة : «كرام أعزة» كالأصل.
(٦) في الأغاني : قال.
(٧) بالأصل «عرص» والمثبت عن الأغاني ، والغرض : الضجر.
(٨) في الأغاني : العصر.
(٩) في الأغاني : عماية.