الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو عبد الله العتري ، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن زبيد ، قال : قال إبليس لعنه الله : ما أصيب من أيوب شيئا فرجعت (١) به إلّا أني إذا سمعت أنينه علمت أني قد أبلغت إليه. كذا فيه العتري وصوابه العنبري وهو سوار القاضي.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى ، أنا أبو محمد بن أبي شريح ، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر ، حدّثنا سعيد بن مرتجل ، حدّثنا سليمان ـ يعني [بن](٢) حرب ـ عن حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : اتّخذ إبليس تابوتا فجلس في الطريق وجعل يداوي المرضى قال : فمرت به امرأة أيوب. فقالت له : هل لك أن تداوي هذا المبتلى؟ قال : نعم بشرط إن أنا شفيته أن يقول أنت شفيتني لا أريد منه أجرا غيره. قال : فأتت أيوب فذكرت ذلك له. قال : ويحك ذاك الشيطان ، لله عليّ إن عافاني لأجلدنك مائة جلدة. قال : فلما عوفي قال الله له : (خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ)(٣) قال : فاتخذ عذقا فيه مائة شمراخ (٤) فضربها به ضربة واحدة (٥).
أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا عاصم بن الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدّنيا ، حدّثنا فضيل بن عبد الوهاب ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، عن ابن وهب بن (٦) منبه ، عن أبيه قال : قال [إبليس](٧) لامرأة أيوب بما أصابكم ما أصابكم؟ قالت : بقدر الله ، قال : وهذا أيضا ، فاتّبعيني فاتّبعته فأراها جميع ما ذهب منهم في واد (٨) فقال : اسجدي لي وأردّ عليكم فقالت : إن لي زوجا استأمره ، فأخبرت أيوب
__________________
(١) كذا بالأصل بهذه الرواية.
(٢) سقطت من الأصل.
(٣) سورة ص ، الآية : ٤٤.
والضغث : قبضة من قضبان مختلفة يجمعها أصل واحد مثل الأسل.
والعثكال ما علق من عهن أو صوف أو زينة فتذبذب في الهواء.
(٤) شماريخ العثكال أغصانه ، وأصله في العذف.
(٥) الخبر في البداية والنهاية ١ / ٢٥٨ باختلاف واختصار.
(٦) بالأصل : «عن».
(٧) زيادة عن مختصر ابن منظور ٥ / ١٠٨.
(٨) بالأصل : وادي.