ومزارعه ومعايشه ، فصارت كالرّميم وجاء إبليس في صورة قيّمه فسلّم وأيوب قائم يصلّي فقال : يا أيوب ألا أراك قائما تصلّي وقد جاء الحريق فأتى على جنانك ومزارعك ومعايشك كلها فصارت كالرميم؟ فلم يردّ عليه شيئا حتى فرغ من صلاته فقال : الحمد لله الذي رزقنيه ثم قبضه مني كالقربان النقي يقرّبه صاحبه وميزك منه كما يميّز الزوان من القمح. ولو كان فيك خير لقبضك معهم ، ثم أقبل على صلاته ، فرجع إبليس فدعا هؤلاء الذين يزيلون الأرض بصيحتهم فقال : اذهبوا إلى منازل أيوب حتى تزلزلوا بهم وترمسوا فيها ولده وخدمه ، قال : فانطلقوا فصاحوا صيحة عظيمة جعلوا دكة واحدة ، ثم جاء إبليس إلى أيوب في صورة حاضن ولده فقال : يا أيوب إنه قد جاءت صيحة فطارت منازلك دكة واحدة فما بقي لك ولد ولا خادم إلّا رمس تحته ، وأنت قائم تصلّي؟ قال : فانصرف ، فقال : الحمد لله الذي هو رزقنيهم وقبضهم مني كالقربان النقي وميّزك من بينهم كما يميّز الزوان من القمح ، ولو كان فيك خير لقبضك معهم ، فانصرف إبليس عدو الله خائبا منكسرا ، فأتاه نداء : كيف رأيت عبدي أيوب؟ قال : يا ربّ إن أيوب قد علم أنك ستعوّضه بكل واحد اثنتين ، ولكن سلّطني على جسده فسوف ترى كيف يطيعني ويعصيك ويؤمن بي ويكفر بك قال : اذهب فقد سلّطتك على جسده من غير أن أسلطك على روحه. فجاء فنفخ [في](١) إبهام قدميه ، قال : فاشتعل فيه مثل النار ، قال إسحاق : فحدثني عبد الله بن إسماعيل السّدّي ، عن أبيه ، عن مجاهد قال : إن أول من أصابه الجدريّ أيوب عليهالسلام (٢).
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، حدثنا أبو العباس محمد بن الحسن ، حدثنا حرملة بن يحيى ، حدثنا عبد الله بن وهب ح.
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن ، أنا محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمرو ، حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني نافع بن يزيد ح.
وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا
__________________
(١) زيادة عن مختصر ابن منظور.
(٢) البداية والنهاية ١ / ٢٥٥.