والله : اسم للذّات الواجب الوجود ، المستحق لجميع المحامد ، المستجمع لجميع الصّفات (١) ، والأصحّ أنّه علم غير مشتق ، كما ذهب إليه خلق من الأئمّة ، منهم إمامنا أبو حنيفة (٢)(٣).
قال السيّد (٤) في شرح المواقف : «وعلى تقدير كونه في الأصل صفة فقد انقلب علما مشعرا بصفات الكمال للاشتهار». انتهى (٥).
__________________
البحر (١ / ١٨) ، وفي تاج العروس قال الزبيدي : ويقال الرب لغير الله تعالى ، وقد قالوه في الجاهلية للملك ، قال الحارث بن حلّزة :
وهو الربّ والشهيد على يو |
|
م الحيارين والبلاء بلاء |
انظر تاج العروس : ١ / ٢٦٠ (ربب) ، اللسان : ٣ / ١٥٤٦ (ربب) ، المصباح المنير ١ / ٢١٤ (ربب).
(١) هذا مذهب الجمهور ، وقال البيضاوي : الأظهر أنه وصف في أصله لكنه لما غلب عليه سبحانه بحيث لا يستعمل في غيره ، وصار كالعلم مثل الثريا والصعق ـ أجري مجرى العلم في إجراء الوصف عليه ، وامتناع الوصف به ، وعدم تطرق احتمال الشركة. وقيل : إنه اسم لمفهوم الواجب الوجود لذاته أو المستحق للعبودية ، وكل منهما كلي انحصر في فرد فلا يكون علما ، أي : بل هو اسم جنس. انظر في ذلك الرسالة الكبرى على البسملة للصبان : ٢٨ ، ٢٩ ، ٣١.
(٢) هو النعمان بن ثابت الكوفي ، التيمي بالولاء ، أبو حنيفة أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ، وإليه تنسب الحنفية ، ولد بالكوفة سنة ٨٠ ه ، وتوفي سنة ١٥٠ ه ، من مؤلفاته الفقه الأكبر في الكلام ، الرد على القدرية ، المخارج في الفقه ، المسند في الحديث ، وغيرها.
(٣) قال السيد في شرح المواقف (٨ / ٢١١) : «الله» وهو اسم خاصّ بذاته لا يوصف به غيره ، أي : لا يطلق على غيره أصلا ، فقيل : هو علم جامد لا اشتقاق له ، وهو أحد قولي الخليل وسيبويه ، والمروي عن أبي حنيفة ، والشافعي ، وأبي سليمان الخطابي ، والغزالي رحمهمالله تعالى ، وقيل : مشتق وأصله «الإله» حذفت الهمزة لثقلها وأدغم اللام ، وهو «إله» بفتح اللام ، أي : عبد. وقيل : الإله مأخوذ من الوله ، وهو الخيرة ، ومرجعها صفة إضافية هي كونه معبودا للخلائق ، ومختارا للعقول» انتهى.
وانظر الرسالة الكبرى على البسملة : ٣٣ ، نتائج الفكر للسهيلي : ٥١ ، البحر المحيط لأبي حيان : ١ / ١٤ ، التفسير الكبير للرازي : ١ / ١٥٦.
(٤) هو علي بن محمد بن علي الجرجاني الحسيني الحنفي المعروف بالسيد وبالسيد الشريف ، أبو الحسن ، من كبار العلماء في العربية ولد بجرجان سنة ٧٤٠ ه ، ودرس في شيراز ، ولما دخلها تيمور سنة ٧٨٩ ه فرّ إلى سمرقند ، ثم عاد إلى شيراز بعد موت تيمور فأقام بها إلى أن توفي سنة ٨١٦ ه ، له نحو من خمسين مؤلفا ، منها : التعريفات ، وحاشية على شرح الرضي ، وحاشية على الشرح المتوسط للأستراباذي ، وحاشية على العوامل المائة لعبد القاهر الجرجاني ، شرح على التصريف العزي ، شرح المواقف وغيرها.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٣٥١ ، معجم المؤلفين : ٧ / ٢١٦ ، البدر الطالع للشوكاني : ١ / ٢٨٨ ، الفوائد البهية للكنوي : ١٢٥ ، القسم الدراسي من شرح أبيات المفصل للسيد : ١١ ، طبقات المفسرين للداودي : ١ / ٤٢٨ ، الأعلام : ٥ / ٧.
(٥) انظر شرح المواقف للسيد الشريف الجرجاني : ٨ / ٢١٢.