الطّعام زيد ، وشرب الماء عمرو» ، بالبناء للمفعول فيهما (١) ، ومذهب الجمهور أنّه لا ينقاس (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وتاء تأنيث تلي الماضي إذا |
|
كان لأنثى كأبت هند الأذى |
وإنّما تلزم فعل مضمر |
|
متّصل أو مفهم ذات حر |
يعني : أنّ الفعل الماضي إذا أسند إلى مؤنّث لحقته «تاء» تدلّ على تأنيث فاعله ، وهي في ذلك (على) (٣) قسمين : لازمة وجائزة ، وقد أشار إلى الأوّل بقوله :
وإنّما تلزم فعل مضمر |
|
متّصل أو مفهم ذات حر |
فذكر أنّها تلزم في موضعين :
الأوّل : أن يكون المسند إليه مضمرا متّصلا ، وشمل الحقيقيّ التّأنيث ، نحو «هند قامت» ، والمجازيّ التّأنيث نحو «الشّمس طلعت».
واحترز بقوله : «متّصل» من المنفصل ، كما سيأتي قريبا.
الثّاني : أن يكون المسند إليه ظاهرا ، حقيقيّ التّأنيث نحو «بانت سعاد» ، وهو المشار إليه بقوله : «ذات حر» و «الحر» ـ بالحاء / المهملة ـ : الفرج (٤).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وقد يبيح الفصل ترك التّاء في |
|
نحو أتى القاضي بنت الواقف |
__________________
(١) وإليه ذهب ابن مالك حيث لم يلتبس الفاعل بالنائب عنه ، فلو قيل : «يوعظ في المسجد رجال» على معنى : «يعظ رجال» لم يجز ، لصلاحية إسناد «يوعظ» إليهم ، بخلاف «يوعظ في المسجد رجال يزيد» فإنّه يجوز لعدم اللبس.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٧٤ ، الهمع : ٢ / ٢٥٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٥٩٢.
(٢) وأجاز بعض النحويين : «زيد عمرا» بمعنى : ليضرب زيد عمرا ، إذا كان ثم دليل على إضمار الفعل ولم يلبس ، ومنع ذلك سيبويه وإن لم يلبس ، لأنّ إضمار فعل الغائب هو على طريق التبليغ ، وإضماره يستدعي إضمار فعل آخر ، لأن المعنى : قل له : ليضرب ، فكثر الإضمار فرفض.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٧٤ ، الهمع : ٢ / ٢٥٨ ، الكتاب : ١ / ١٢٨.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٢٥.
(٤) وأصل «الحر» : حرح ، فحذفت الحاء على حد الحذف في شفة ، والجمع : أحراح لا يكسر على غير ذلك. انظر اللسان : ٢ / ٨٢٤ (حرح) ، شرح المكودي : ١ / ١٢٥.