فقدّم الفاعل ـ وهو محصور ـ على المفعول.
ولا (يظهر) (١) القصد إلّا في المحصور بـ «إلّا» ، وأما المحصور بـ «إنّما» فلا (٢) يعلم حصره إلّا بتأخيره.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وشاع نحو خاف ربّه عمر |
|
وشذّ نحو زان نوره الشّجر |
يعني : أنّ تقديم المفعول المتلبّس بضمير الفاعل على الفاعل كثير ، نحو قوله : «خاف ربّه عمر» ، فـ «عمر» فاعل ، و «ربّه» مفعول مقدّم متلبّس بضمير الفاعل ، وإنّما كثر ذلك ، لأنّ الضّمير وإن كان عائدا على ما بعده ، فإنّ المفسّر (٣) للضّمير مقدّم في النّيّة ، لأنّ تقديمه / هو الأصل. وقوله :
وشذّ نحو زان نوره الشّجر
يعني : أنّ تقديم الفاعل المتلبّس بضمير المفعول على المفعول قليل ، نحو «زان نوره الشجر» ، وإنّما قلّ ذلك لأنّ الضّمير المتلبس به عائد على متأخّر لفظا ورتبة ، لأنّ المفعول في نيّة التأخير.
وأكثر النحويين لا يجيز هذا لا في نثر ولا في شعر ، وأجازه فيهما الأخفش ، وابن جنّي ، والطّوال (٤) (٥) ـ بضمّ الطّاء ، وتخفيف الواو (٦) ـ ، وابن
__________________
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨٤ ، الشواهد الكبرى : ٢ / ٤٩٣ ، المقرب : ١ / ٥٥ ، الهمع (رقم) : ٦٣٥ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٤٣ ، شرح الأشموني : ٢ / ٥٧ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٦٦ ، شواهد الجرجاوي : ١٠٦ ، المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٢٨ ، أوضح المسالك : ٨٦ ، شواهد العدوي : ١٠٦ ، المطالع السعيدة : ٢٦٠ ، فتح رب البرية : ٢ / ٧٣.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٢٨.
(٢) في الأصل : لا. انظر شرح المكودي : ١ / ١٢٨.
(٣) في الأصل : المفسره. انظر شرح المكودي : ١ / ١٢٨.
(٤) في الأصل : والطول. انظر التصريح : ١ / ٢٨٣.
(٥) احتجاجا في النثر بقولهم : «ضربوني وضربت قومك» بإعمال الثاني ، وفي الشعر بنحو قوله :
جزى ربّه عنّي عديّ بن حاتم |
|
جزاء الكلاب العاويات وقد فعل |
ف «ربه» فاعل ، وهو متصل بضمير عائد إلى «عدي» وهو مفعول ، ورتبته التأخير ، و «جزاء الكلاب» مفعول مطلق.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٢٨٣ ، الهمع : ١ / ٢٣٠ ، أوضح المسالك : ٨٥ ، شرح الرضي : ١ / ٧٢ ، شرح الأشموني : ٢ / ٥٩ ، شرح ابن يعيش : ١ / ٧٦ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١٦٧.
(٦) في الأصل : الراء. انظر التصريح : ١ / ٢٨٣. والطوال هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله