ومنها / ما يستعمل فعلا فينصب ما بعده ، (وحرف جرّ فيجرّ ما بعده) (١) ، وهو «خلا ، وعدا» ، ولهما حالتان :
الأولى : تجرّدهما من «ما».
والثّانية : اقترانهما (٢) بها.
فإذا كانا مجرّدين من «ما» جاز فيما بعدهما وجهان : النّصب والجرّ ، والأرجح النّصب.
وفهم ذلك من ذكره (٣) لهما مع «ليس ، ولا يكون» ، وإلى ذلك أشار بقوله :
واجرر بسابقي يكون إن ترد
يعني : أنّ سابقي «يكون» في البيت الذّي قبل هذا ، وهما «خلا ، وعدا» يجوز جرّ المستثنى بهما (٤) ، وفهم منه شرط التّجرّد ، فإنّه أحال على لفظهما ، وهما خاليان من «ما».
وفهم من قوله : «إن ترد» أنّ الجرّ بهما مرجوح.
__________________
وعند الكوفيين : ضمير عائد على الفعل المفهوم من الكلام السابق ، ولذلك كان مفردا ، والتقدير : ليس هو. أي : ليس فعلهم فعل زيد ، فحذف المضاف. وردّ : بأنه لا يطرد. ونسب ابن هشام في الحواشي إلى سيبويه : أنه عائد.
وفي الارتشاف : قال ابن مالك وصاحب البسيط : هو محذوف حذف الاسم لقوة دلالة الكلام عليه ، وهذا مخالف لما اتفق عليه البصريون والكوفيون من أن الفاعل مضمر لا محذوف. وقد صرح ابن مالك في شرح الكافية بأن اسمها مضمر مستتر.
انظر شرح المرادي : ٢ / ١٢١ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣٢٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١٢١ ، الكتاب : ١ / ٣٧٦ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٦٢ ، المساعد على تسهيل الفوائد : ١ / ٥٨٧ ـ ٥٨٨.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٦٥.
(٢) في الأصل : اقترانها. انظر شرح المكودي : ١ / ١٦٥.
(٣) في الأصل : ذكر. انظر شرح المكودي : ١ / ١٦٥.
(٤) وهو قليل ، ولقلته لم يحفظ عن سيبويه الجر بـ «عدا» ، وإنما حكاه الأخفش والفراء ، فمن الجر بـ «خلا» قوله :
خلا الله لا أرجو سواك وإنّما |
|
أعدّ عيالي شعبة من عيالكا |
ومن الجر بـ «عدا» قوله :
أبحنا حيّهم قتلا وأسرا |
|
عدا الشّمطاء والطّفل الصّغير |
انظر الكتاب : ١ / ٣٧٧ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٢١١ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣١٨ ، شرح الأشموني : ٢ / ١٦٣ ، شرح المرادي : ٢ / ١٢٣ ، الهمع : ٣ / ٢٨٦ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٦٣ ، مغني اللبيب : ١٨٩ ، شرح الرضي : ١ / ٣٢٩ ، الجنى الداني : ٤٦١.