ثمّ أشار إلى الحالة الثانية ، وهي اقترانهما (١) بـ «ما» بقوله : «وبعد ما انصب» ، أي : (إذا) (٢) اقترن «عدا ، وخلا» بـ «ما» ـ فالواجب نصب المستثنى بهما ، وإنّما انتصب ، لأنّ «ما» مصدرية ، فلا يليها حرف جرّ ، هذا مذهب الجمهور (٣).
وحكى بعضهم الجرّ بهما مقترنتين بـ «ما» (٤) ، وإلى ذلك أشار بقوله : «وانجرار قد يرد».
وفهم من تنكير «انجرار» ، ومن قوله : «قد يرد» : أنّ الجرّ بهما (مع «ما») (٥) قليل.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وحيث جرّا فهما حرفان |
|
كما هما إن نصبا فعلان |
يعني : أن «خلا ، وعدا» إذا جرّا ما بعدهما كانا حرفي جرّ ، وإذا نصباه كانا فعلين ، والمستثنى حينئذ مفعول بهما.
وفهم / منه : أنّهما إذا جرّا كانا حرفين ، سواء اقترنا بـ «ما» ، أو تجرّدا منها (٦) ، وكذلك إن نصبا كانا فعلين مطلقا.
وفهم منه : أنّ «ما» قبلهما إذا جرّا زائدة ، لأنّ «ما» المصدريّة لا يليها حرف الجرّ.
__________________
(١) في الأصل : اقترانها. انظر شرح المكودي : ١٦٥.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٦٥.
(٣) نحو قول لبيد :
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل
أي : ذاهب
انظر شرح المكودي : ١ / ١٦٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٦٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٣١٨ ، مغني اللبيب : ١٧٩ ـ ١٨٠ شرح ابن عقيل : ١ / ٢١١ ، المطالع السعيدة : ٣٤٣ ، الهمع : ٣ / ٢٨٦ ، شرح الرضي : ١ / ٢٣٠ ، الجنى الداني : ٤٣٦ ، ٤٦١.
(٤) وذلك على تقدير «ما» زائدة ، وبه قال الجرمي والربعي والكسائي والفارسي وابن جني.
انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٣١٨ ، مغني اللبيب : ١٧٩ ، ١٨٩ ، شرح المكودي : ١ / ١٦٦ ، شرح المرادي : ٢ / ١٢٣ ـ ١٢٤ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٦٥ ، الهمع : ٣ / ٢٨٧ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٢١١ ، المطالع السعيدة : ٣٤٤ ، شرح الرضي : ١ / ٢٣ ، الجنى الداني : ٤٣٦.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٦٦.
(٦) في الأصل : منهما. انظر شرح المكودي : ١ / ١٦٦.