٣٠] ، وعلامته أن يصحّ تقدير «الّذي» في موضعها ، أي : فاجتنبوا الرّجس الّذي هو الأوثان.
الثّالث : ابتداء الغاية في المكان ، نحو «خرجت / من المسجد».
الرّابع : ابتداء الغاية في الزّمان ، كقوله تعالى : (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) [التوبة : ١٠٨].
وفهم من قوله : «وقد تأتي» أنّ إتيانها لابتداء الغاية في الزّمان قليل ، وهو مختلف فيه ، فمذهب الأخفش والكوفيين : أنّها تكون لابتداء الغاية مطلقا (١) ، وهو اختيار النّاظم ، (قال) (٢) في شرح الكافية : «وهو الصّحيح لصحّة السّماع بذلك» (٣).
الخامس : الزّيادة ، ويشترط في زيادتها :
أن تكون بعد نفي أو شبهه ، وهو المنبّه عليه بقوله : «وزيد في نفي وشبهه» وشبه النّفي : الاستفهام ، نحو (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) [فاطر : ٣] ، والنّهي ، نحو «لا (يقم) (٤) من أحد».
وأن يكون مجرورها نكرة ، وهو المنبّه عليه بقوله : «فجرّ نكرة».
ثمّ أتى بمثال زيادتها بعد النّفي فقال : «كما لباغ من مفرّ» ، فـ «ما» نفيّ ، و «من» زائدة على المبتدأ ، و (٥) «لباغ» خبره (٦).
__________________
التصريح على التوضيح : ٢ / ٨ ، الهمع : ٢ / ٢١٣ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٤٠٦ ، جواهر الأدب : ٣٣٨ ، مغني اللبيب : ٤٢٠ ، شرح ابن يعيش : ٨ / ١٠ ، الجنى الداني : ٣٠٨.
(١) وإليه ذهب المبرد وابن درستويه أيضا. والمشهور من قول البصريين إلا الأخفش ، إن «من» لا تكون لابتداء الغاية في الزمان ، بل يخصونها بالمكان.
انظر الإنصاف (مسألة : ٥٤) : ١ / ٣٧٠ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٧٩٧ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٠١ ، شرح الرضي : ٢ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، الهمع : ٤ / ٢١٢ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٤٠٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٨ ، التسهيل : ١٤٤ ، جواهر الأدب : ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ، شرح الفريد : ٢٤١ ، مغني اللبيب : ٤١٩ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٤٨٨ ، الجنى الداني : ٣٠٨.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٨٢.
(٣) انظر شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ٧٩٧ ، شرح المكودي : ١ / ١٨٢ ، التسهيل : ١٤٤ ، شرح المرادي : ٢ / ٢٠٢ ، الهمع : ٤ / ٢١٢ ، الجنى الداني : ٣٠٨.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ١٨٢.
(٥) في الأصل : أو. انظر شرح المكودي : ١ / ١٨٢.
(٦) هذان الشرطان لزيادتها عند جمهور البصريين ، وأجاز بعض الكوفيين زيادتها بشرط تنكير مجرورها منفيا كان أو موجبا ، نحو ، «قد كان من مطر». وقال قوم منهم الفارسي : بشرط