يعني : أنّه لا يعمل العمل المذكور إلّا إذا صحّ أن يحلّ محلّه (١) الفعل و «أن» أو «ما» المصدريّتان (٢) ، نحو «أعجبني قيامك» أي : أن تقوم ، و «عجبت من قيامك الآن» أي : ممّا تقوم الآن.
وشمل قوله : «أن» النّاصبة / والمخفّفة (٣)(٤).
وفهم منه : أنّ المصدر إذا لم يحلّ محلّه «أن» أو «ما» ، لا يعمل عمل الفعل ، نحو «له صوت صوت حمار» ولذلك جعل «صوت حمار» معمولا لفعل محذوف تقديره : يصوّت.
ثمّ قال :
... |
|
... ولاسم مصدر عمل |
اسم المصدر : هو ما في أوّله ميم مزيدة لغير المفاعلة ، نحو «المحمل ، والمضرب» ، أو كان لغير الثّلاثيّ (٥) بوزن ما للثّلاثيّ (٦) ، نحو «الوضوء ، والغسل» فإنّ فعلهما «توضّأ ، واغتسل» (٧).
وإنّما فصل النّاظم هذا النّوع من المصدر لقلّة عمله (٨) ، وفي تنكير «عمل» تنبيه على ذلك ـ كما ذكر الشّارح (٩) ـ.
__________________
(١) في الأصل : محل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٩.
(٢) انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٩. وقال الأشموني (٢ / ٢٨٥) : «فيقدر بـ «أن» إذا أريد المضي أو الاستقبال ، نحو «عجبت من ضربك زيدا أمس ، أو غدا» ، والتقدير : من أن ضربت زيدا أمس ، أو من أن تضربه غدا ، ويقدر بـ «ما» إذا أريد الحال ، نحو «عجبت من ضربك زيدا الآن» أي : مما تضربه». انتهى. وانظر شرح المرادي : ٢ / ٥ ، الهمع : ٥ / ٦٧.
(٣) في الأصل : والمخففة. مكرر.
(٤) ذكر السيوطي في الهمع (٥ / ٦٧) : أن المصدر يقدر بـ «أن» المخففة والفعل إذا أريد به المضي أو الحال أو الاستقبال ، وأنه يقدر بـ «ما» إذا أريد به المضي أو الحال. وانظر ارتشاف الضرب : ٣ / ١٧٣.
(٥ ـ ٦) في الأصل : الثاني. انظر شرح المكودي : ١ / ٢١٠.
(٧) وقال ابن مالك في التسهيل (١٤٢) : «هو ما دل على معناه ـ يقصد معنى المصدر ـ وخالفه بخلوه لفظا وتقديرا دون عوض من بعض ما في فعله». انتهى.
وانظر شرح المكودي : ١ / ٢١٠ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٨٧ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٢٣ ، معجم المصطلحات النحوية : ١٢٣ ، معجم النحو : ٣٢.
(٨) واختلف في إعمال اسم المصدر : فأجازه الكوفيون والبغداديون إلحاقا له بالمصدر ، كقوله :
وبعد عطائك المائة الرّتاعا
وقال الكسائي : إلا ثلاثة ألفاظ ، فلا يقال : «عجبت من خبزك الخبز» ، ولا «من دهنك رأسك» ، ولا «من قوتك عيالك». وأجاز الفراء ذلك ، وحكى عن العرب مثل «أعجبني