أخذ يبيّن الأسماء السّتّة ، فأشار إلى الأوّل منها بقوله : «من ذاك ذو» لكن بشرط أن تكون «ذو» بمعنى : صاحب ، وإلى هذا أشار بقوله : «إن صحبة أبانا» أي : إن أظهر (١) صحبة ، نحو «جاءني ذو مال» ، أي : صاحب مال ، و «رأيت ذا مال» ، و «مررت بذي مال».
واحترز به من «ذو» الطّائيّة (٢) ، فإنّها بمعنى : الذي ، والأشهر فيها «ذو» ـ بالواو ـ في جميع الأحوال (٣).
ثمّ أشار إلى الثّاني من الأسماء السّتّة بقوله : «والفم» ، لكن بشرط أن تذهب منه «الميم» ، وإليه أشار بقوله : «حيث الميم منه بانا» أي : ذهب ، نحو «هذا (٤) فوك» ، ورأيت فاك» و «نظرت إلى فيك» ، واحترز به من «فم» ـ بالميم ـ فإنّه يعرب بالحركات (٥).
ثمّ أشار إلى الأربعة الباقية من الأسماء الستة بقوله :
أب أخ حم كذاك وهن |
|
... |
تقول : «هذا أبوك ، ورأيت أباك وأخاك ، ومررت بحميك ، وهذا هنوك / ، ورأيت هناك ، وعضّ على هنيك».
__________________
(١) في الأصل : ظهر. انظر شرح المكودي : ١ / ٣٢.
(٢) في الأصل : الطائة.
(٣) فتقول : «جاء ذو قام» و «رأيت ذو قام» ، و «مررت بذو قام» ، وبعضهم يعربها بالحروف الثلاثة إعراب «ذو» بمعنى : صاحب ، وإليه ذهب ابن الدهان ، وخص ابن الضائع ذلك بحالة الجر.
انظر الهمع : ١ / ٢٨٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٣٧ ، شرح المرادي : ١ / ٧١ ، ٢٢٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٤٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ١٨٢ ، ٢٧٤ ـ ٢٧٥ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٢٢ ، شرح المكودي : ١ / ٣٢ ، شرح الأشموني : ١ / ٦٨.
(٤) في الأصل : هل هذا. انظر شرح المكودي : ١ / ٣٢.
(٥) الظاهرة عليها نحو «هذا فمك» و «رأيت فمك» ، و «نظرت إلى فمك» ، وفيه حينئذ عشر لغات : نقصه ، وقصره ، وتضعيفه مثلث الفاء فيهن ، والعاشرة : إتباع فائه لميمه ، وفصحاهن فتح فائه منقوصا. وقيل : الفم بالميم يعرب بالحركات مع تضعيف ميمه وبدونه ، ومنقوصا كـ «قاض» ، ومقصورا كـ «عصا» بتثليث فائه فيها. فهذه مع لغة حذف الميم ثلاث عشرة لغة ، واقتصر في التسهيل على عشرة وأفصحها فتح فائه منقوصا.
انظر شرح الأشموني : ١ / ٦٩ ، شرح المكودي : ١ / ٣٢ ، التسهيل : ٩ ، شرح المرادي : ١ / ٧١ ، حاشية الخضري : ١ / ٣٧ ، حاشية الصبان : ١ / ٦٩.