للخفّة (١) ، لأنّ الجمع أثقل من المثنّى ، وكسرها جائز في الشّعر بعد الياء ، كقول سحيم (٢) :
(٣) ـ وما ذا يبتغي الشّعراء منّي |
|
وقد جاوزت حدّ الأربعين |
بكسر النّون ، ولم تكسر النّون بعد الواو في (٤) نثر ولا شعر لعدم التّجانس.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ونون ما ثنّي والملحق به |
|
بعكس ذاك استعملوه فانتبه |
يعني : أنّ نون المثنّى وما ألحق به بالعكس من نون الجمع ، فكسرها بعد الألف والياء على أصل التقاء الساكنين ، وفتحها قليل ، وهي مع الياء لغة لبني أسد ، حكاها الفرّاء (٥) ، كقول حميد بن ثور (٦) :
__________________
(١) في الأصل : اللحقة. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٧٨.
(٢) هو سحيم بن وثيل بن عمرو الرياحي اليربوعي الحنظلي ، التميمي ، شاعر مخضرم عاش في الجاهلية والإسلام ، وكان شريفا في قومه ، نابه الذكر ، له أخبار مع زياد بن أبيه ، ومفاخرة مع غالب ابن صعصعة (والد الفرزدق) قال ابن دريد : عاش أربعين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام.
انظر ترجمته في : الأعلام : ٣ / ٧٩ ، الخزانة : ١ / ٢٦٥ ، شواهد المغني : ١ / ٤٦٠ ، الشواهد الكبرى : ١ / ١٩١
(٦) ـ من الوافر لسحيم ، وقيل : هو لأبي زبيد الطائي ، وبعده :
أخو خمسين مجتمع أشدّي |
|
ونجّذني مداورة الشّؤون |
ويروى : «يدّري» بتشديد الدال بدل «يبتغي» ، يقال : أداره يدّريه : إذا ختله وخدعه. ويروى : «تبتغي» بدل «يبتغي» ، ويروى : رأس الأربعين بدل «حد الأربعين». والشاهد في قوله : «الأربعين» حيث كسر نونه ضرورة ، مع أنه جمع مذكر سالم ، وحق نونه وما ألحق به الفتح.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٧٧ ، ٧٩ ، الشواهد الكبرى : ١ / ١٩١ ، الخزانة : ٨ / ٦٥ ، شرح ابن يعيش : ٥ / ١١ ، ١٣ ، المقتضب : ٣ / ٣٣٢ ، ٤ / ٣٧ ، الهمع (رقم) : ٨٤ ، الدرر اللوامع : ١ / ٢٢ ، شرح الأشموني : ١ / ٨٩ ، الأصمعيات : ١٩ ، الضرائر : ٢٢٠ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٢٢ ، اللسان (دري) ، شرح ابن عقيل : ٤٥ ، شواهد الجرجاني : ٩ ، شرح المكودي : ١ / ٣٩ ، شرح ابن الناظم : ٤٩ ، شرح المرادي : ٩٩ ، البهجة المرضية : ١٧ ، سر الصناعة : ٢ / ٦٢٧ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٩٣ ، تذكرة النحاة : ٤٨٠ ، شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ٢٢٥ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ٥٣٨.
(٣) في الأصل : وفي. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٧٩.
(٤) انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٧٧ ، شرح ابن يعيش : ١ / ١٤١ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٥٠ ، المقرب : ٢ / ٤٦ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ١٩٩ ، شرح ابن الناظم : ٥٠ ، البهجة المرضية : ١٧ ، شرح دحلان : ١٧ ، سر الصناعة : ٢ / ٤٨٨ ، جواهر الأدب : ١٨٣ ، الشواهد الكبرى : ١ / ١٨٣. والفراء هو يحيى بن زياد بن عبد الله بن مروان الديلمي أبو زكريا المعروف بالفراء ، من أئمة الكوفيين في العربية ، وعالم بالفقه والطب والنجوم وأيام