وقيل : لا يختصّ فتح النّون بالياء ، بل يكون بعدها وبعد الألف في لغة من يلزم المثنّى الألف في كلّ حال (١) ، كقوله :
(٢) ـ أعرف منها الجيد والعينانا
أنشده السّيرافيّ (٣) وغيره بفتح النّون في «العينانا» / تثنية «عين» (٤).
__________________
(١) قاله ابن عصفور ، وإلزام المثنى الألف في كل حال لغة معروفة عزيت لكنانة وبني الحارث بن كعب ، وبني العنبر ، وبني الهجيم ، وبطون من ربيعة ، وبكر بن وائل ، وزبيد ، وخثعم ، وهمدان ، وفزارة ، وعذرة ، وخرج عليها قوله تعالى : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) وأنكر هذه اللغة المبرد ، وهو محجوج بنقل الأئمة.
انظر شرح ابن عصفور : ١ / ١٥٠ ـ ١٥١ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٧٨ ، الهمع : ١ / ١٣٣ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ١٤٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ١٨٨ ، ١٩٠ ، شرح الأشموني : ١ / ٩٠ ، مغني اللبيب : ٥٨ ، سر الصناعة : ٢ / ٤٨٩ ، ٧٠٤ ـ ٧٠٦.
٨ ـ من الرجز نسبه أبو زيد في نوادره لرجل من بني ضبة ، وهو في ملحقات ديوان رؤبة (١٩٧) ، وذهب ابن عصفور في المقرب إلى أنه مصنوع ، وقال في شرح الجمل : وهذا البيت لا حجة فيه لأنه لا يعرف قائله ، وفي الشواهد الكبرى قال العيني : «أقول قيل : إن قائله لا يعرف وهو غير صحيح ، وقيل : قائله هو رؤبة بن العجاج ، وهو أيضا غير صحيح ، والصحيح ما قاله أبو زيد». وبعده : ومنخرين أشبها ظبيانا ، والبيت يروى بعدة روايات منها :
أحبّ منك الأنف والعينانا |
|
أحبّ منها الأنف والعينانا |
أعرف منها الأنف والعينانا |
الجيد : العنق. ظبيانا : اسم رجل بعينه لا تثنية ظبي خلافا للهروي ، والمعنى : أعرف من سلمى منخرين أشبها منخري ظبيان في الكبر ، بدليل ذمه لها في باقي القصيدة ، ويحتمل أنهما أشبها نفس ظبيان في القبح. والشاهد فيه قوله «العينانا» حيث فتحت فيها النون على لغة من يلزم المثنى الألف مع الأحوال الثلاثة ، وحقها الكسر.
انظر النوادر لأبي زيد : ١٦٨ ، المقرب : ٢ / ٤٧ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٥٠ ، الشواهد الكبرى : ١ / ١٨٤ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٢٩ ، ٤ / ٦٧ ، ١٤٣ ، الخزانة : ٧ / ٤٥٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٧٨ ، الهمع (رقم) : ٨٢ ، الدرر اللوامع : ١ / ٢١ ، شرح الأشموني : ١ / ٩٠ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٤٦ ، شواهد الجرجاوي : ٩ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١١٤ ، شرح المرادي : ١ / ١٠١ ، الضرائر : ٢١٨ ، البهجة المرضية : ١٧ ، سر الصناعة : ٢ / ٤٨٩ ، ٧٠٥ ، المطالع السعيدة : ١٠٢ ، تذكرة النحاة : ٤٨٠ ، شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ٢١٥ ، النكت الحسان : ١٩٣.
(٢) هو الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي ، أبو سعيد ، عالم بالنحو ، والأدب واللغة والشعر والعروض والقراءات والفرائض والحديث وغيره ، ولد بسيراف من أرض فارس سنة ٢٨٤ ه ومضى إلى عمان فتفقه فيها ، ثم عاد إلى سيراف وورد بغداد فتولى القضاء ، وتوفي في رجب سنة ٣٦٨ ه من مؤلفاته : شرح كتاب سيبويه ، شرح مقصورة ابن دريد ، الوقف والابتداء ، صنعة الشعر والبلاغة ، وغيرها.