ينصرف ، أي : ما لا يدخله تنوين الصّرف ، وهو ما فيه علّتان فرعيتان من علل تسع جمعها ابن النّحاس (١) في قوله :
اجمع وزن عادلا أنّث بمعرفة |
|
ركّب وزد عجمة فالوصف قد كملا (٢) |
وسيأتي شرح ذلك في باب معقود له ، والذي يخصّه هنا أنّه متى اجتمع في اسم علتان منها ، كـ «أحسن» ، فإنّ فيه الصّفة ووزن الفعل ، أو واحدة منها تقوم (٣) مقامهما ، كـ «مساجد ، وصحراء» ، فإنّه صيغة منتهى الجموع بمنزلة جمعين ، والتأنيث بالألف بمنزلة تأنيثين ، فكلّ من صيغة منتهى الجموع وألف التأنيث قائم مقام علّتين (٤).
__________________
(١) هو محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نضر الحلبي ، أبو عبد الله ، بهاء الدين ، ابن النحاس ، شيخ العربية بالديار المصرية في عصره ، أديب مقرئ نحوي ، ولد في حلب سنة ٦٢٧ ه ، وروى عن الموفق بن يعيش وجماعة ، وسكن القاهرة ، وتوفي بها سنة ٦٩٨ ه ، من آثاره : شرح المقرب لابن عصفور ، شرح قصيدة فيما يقال بالياء والواو للشواء الحلبي ، التعليقة في شرح ديوان امرئ القيس ، وله ديوان شعر.
انظر ترجمته في بغية الوعاة : ٦ ، شذرات الذهب : ٥ / ٤٤٢ ، كشف الظنون : ١٣٤٤ ، ١٨٠٥ ، الأعلام : ٥ / ٢٩٧ ، معجم المؤلفين : ٨ / ٢١٩.
(٢) البيت من البسيط لبهاء الدين محمد بن النحاس الحلبي كما في شفاء الصدور ، والكواكب الدرية ، وفي حاشية السجاعي على القطر : هو لأحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس (أبو جعفر) ، وقبله :
موانع الصّرف تسع إن أردت بها |
|
عونا لتبلغ في إعرابك الأملا |
انظر شفاء الصدور وشرح الشذور للعصامي : ٢ / ٨٦١ ، الكواكب الدرية للأهدل : ٣٨ ، شرح الشذور مع الهامش : ٤٥٠ ، حاشية السجاعي مع القطر : ١٢٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٨٤ ، ٢ / ٢١٠ ، شرح القطر : ٤٤٥ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ٣٥١ ، الأشباه والنظائر للسيوطي : ٢ / ٢٩ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٤٢.
(٣) في الأصل : مقام. زيادة. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٨٤.
(٤) وإنما قام الجمع مقام علتين ، لأن كونه جمعا بمنزلة علة واحدة ، وهي راجعة إلى المعنى ، وكونه على صيغة لا نظير لها في الآحاد بمنزلة علة أخرى ، وهي راجعة إلى اللفظ ، ولهذا لو لحقته الهاء انصرف ، لشبهه بالمفرد حينئذ. وقام التأنيث بالألف مقام علتين ، لأن الألف في نفسها علة لفظية ، ولزومها لما هي فيه بحيث لا يصح حذفها منه بحال بمنزلة علة أخرى معنوية ، بخلاف تاء التأنيث ، فإنها معرضة للزوال ، لأنها لم توضع إلا للفرق بين المذكر والمؤنث ، ولهذا اشترط لمنع الصرف معها العلمية لأجل أن تلزم.
انظر الكواكب الدرية للأهدل : ٣٨ ، ٤١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢١٠ ـ ٢١١ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٣٠ ، ٢٤١ ، شرح المكودي : ٢ / ٧١ ، ٧٤ ، الهمع : ١ / ٧٨ ، ٧٩ ، المطالع السعيدة : ١٠٦.