ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واجعل لنحو يفعلان النّونا |
|
رفعا وتدعين وتسألونا |
أشار بهذا إلى الباب السادس من أبواب النيابة السبعة ، وهو باب الأمثلة الخمسة ، سمّيت بذلك لأنّها ليست أفعالا بأعيانها ، وإنّما هي أمثلة يكنّى (١) بها عن كلّ فعل كان بمنزلتها ، وسمّيت خمسة على إدراج المخاطبتين (٢) تحت المخاطبين والأحسن أن تعدّ ستة. قاله ابن هشام (٣).
وهي كلّ فعل مضارع اتّصل به ألف اثنين ، سواء كان بالتاء للمخاطبين (٤) نحو «تفعلان يا زيدان» (أو للمخاطبتين نحو «تفعلان يا هندان» أو للغائبتين نحو «الهندان تفعلان») (٥) ، أو بالياء للغائبين نحو «الزّيدان يفعلان» ، أو واو الجمع (٦) ، سواء كان بالتاء للمخاطبين نحو «أنتم تسألون» ، أو بالياء للغائبين نحو «هم يسألون» ، أو ياء المخاطبة (٧) ، نحو «أنت تدعين» ، ولا فرق بين أن يكون الألف والواو ضميرين ـ كما تقدّم ـ أو علامتين كـ «يفعلان الزّيدان» و «يسألون الزّيدون» في لغة طيّئ (٨).
وإلى أنّ (٩) حكمها أن ترفع بثبوت النّون ـ كما مثّلنا / لك ـ.
وأمّا حكمها في النّصب والجزم فسيأتي.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وحذفها للجزم والنّصب سمه |
|
كلم تكوني لترومي مظلمه |
__________________
(١) في الأصل : يكفي. انظر شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ٢٢٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٨٥.
(٢) في الأصل : المخاطبين. انظر شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ٢٢٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٨٥.
(٣) انظر شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ٢٢٨ ، ٢٢٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٨٥.
(٤) في الأصل : المخاطبين. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٨٥.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح التصريح : ١ / ٨٥.
(٦) أي : أو اتّصل به واو الجمع.
(٧) أي : أو اتّصل به ياء المخاطبة.
(٨) وقيل : لغة أزد شنوءة ، وقيل : لغة بلحارث ، وهي لغة يسميها النحويون لغة أكلوني البراغيث.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٨٦ ، ٢٧٥ ، الهمع : ٢ / ٢٥٦ ، مغني اللبيب : ٤٧٨ ، شرح المرادي : ٢ / ٧ ، شرح الأشموني : ٢ / ٤٧ ـ ٤٨.
(٩) قوله : «وإلى أنّ ...» معطوف على قوله قبل : «أشار بهذا إلى الباب الخامس» وقوله : «وإلى أنّ حكمه ..».