يعني : علامة النّصب والجزم في الأمثلة الخمسة حذف النّون ، فقوله : «سمه» أي : علامة ، ثمّ أتى بمثال للجزم ، وهو «لم تكوني» ، ومثال للنصب ، وهو «لترومي» ، و «مظلمة» : يجوز في لامه الفتح والكسر ، والقياس الفتح (١).
وأمّا (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ)(٢) ، فالواو لام (٣) الكلمة ، لا ضمير الجماعة ، والنّون ضمير النّسوة ، والفعل مبنيّ معها على السّكون (٤) مثل «يتربّصن» لا معرب ، بخلاف قولك : «الرّجال يعفون» ، فالواو فيه ضمير الجماعة المذكّرين ، والنّون علامة الرّفع فتحذف نحو (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى)(٥) [البقرة : ٢٣٧].
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وسمّ معتلّا من الأسماء ما |
|
كالمصطفى والمرتقي مكارما |
فالأوّل الإعراب فيه قدرا |
|
جميعه وهو الذّي قد قصرا |
والثّان منقوص ونصبه ظهر |
|
ورفعه ينوى كذا أيضا يجر |
يعني : أنّ ما كان من الأسماء حرف إعرابه ألف (قبلها فتحة) (٦) لازمة كـ «المصطفى» ، أو ياء قبلها كسرة (لازمة) (٧) كـ «المرتقي» يسمّى معتلا.
وقوله : «فالأوّل» يعني به : الأوّل من المثالين ، وهو «المصطفى» يقدّر الإعراب فيه جميعه رفعا ونصبا وجرّا ، فلا يتغيّر آخره في الظّاهر / وإنّما يتغيّر بالتقدير ، فتقول : «هذه العصا ، ورأيت العصا ، وضربت بالعصا».
ثمّ نبّه على أنّ هذا النوع يسمّى المقصور بقوله : «وهو الذي قد قصرا» ،
__________________
(١) وذلك موافقة للغة ، والكسر في كلام الناظم متعين ـ وهو المشهور ـ لسلامته من سناد التوجيه ، وهو اختلاف حركة الحرف الذي قبل الروي ، والمظلمة : الظلم. انظر شرح المكودي : ١ / ٤٣ ، شرح المرادي : ١ / ١١١ ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٤٣ ، حاشية الصبان : ١ / ٩٨ ، حاشية الخضري : ١ / ٤٨ ، إعراب الألفية : ١٢.
(٢) (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ) [البقرة : ٢٣٧].
(٣) في الأصل : ولام. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٨٦.
(٤) في الأصل : الفتح. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٨٦.
(٥) و (تَعْفُوا :) وزنه «تعفوا» وأصله «تفعووا» بواوين ، الأولى لام الكلمة ، والثانية واو الجماعة ، استثقلت الضمة على الواو فحذفت فالتقى ساكنان ، فحذفت الواو الأولى لالتقاء الساكنين ، وخصت بالحذف لكونها جزء كلمة. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٨٦.
(٦ ـ ٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٤٣.