لكونه قصر عن ظهور الحركات فيه ـ والقصر : المنع (١) ـ ، أو لكونه منع المدّ ، والمقصور يقابله الممدود ، فعلى هذا لا يسمّى نحو «يسعى» مقصورا ، وإن كان ممنوعا من ظهور الحركات فيه ، لأنّه ليس في الأفعال ممدود.
وقوله : «والثّان منقوص» يعني به : الثّاني من المثالين ، وهو «المرتقي» ، وأنّه يسمّى منقوصا ، لأنّه نقص منه بعض الحركات كما يستظهر ، أو لأنّه تحذف (٢) لامه لأجل التّنوين ، نحو «مرتق» ، والحذف نقص ، وكلا التّعليلين لا يخلو عن نظر.
أمّا الأوّل : فلأنّ نحو «يدعو ، ويرمي» نقص منه بعض الحركات ، وهو لا يسمّى منقوصا.
وأما الثّاني : فلأنّ نحو «فتى» حذف لامه لأجل التّنوين ولا يسمّى منقوصا.
ثمّ ذكر أنّ النّصب يكون ظاهرا فيه نحو «رأيت المرتقي» ـ بنصب الياء ـ وأنّ رفعه ينوى ، أي : يقدّر ، وكذا جرّه ، نحو «جاء المرتقي ، ومررت بالمرتقي» ، فعلامة الرّفع في المثال الأوّل ضمّة مقدّرة على الياء ، وعلامة الجرّ في الثّاني كسرة مقدّرة عليها أيضا.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وأيّ فعل آخر منه ألف |
|
أو واو او ياء فمعتلا عرف / |
فالألف انو فيه غير الجزم |
|
وأبد نصب ما كيدعو يرمي |
والرّفع فيهما انو واحذف جازما |
|
ثلاثهن تقض حكما لازما |
لمّا فرغ من معتلّ الأسماء شرع في معتلّ الأفعال وهذا هو الباب السّابع من أبواب النّيابة ، فذكر أنّ كلّ فعل آخره ألف كـ «يخشى» ، أو واو كـ «يدعو» ، أو ياء كـ «يرمي» ، فإنّه يعرف بالمعتلّ.
ثمّ ذكر حكم كلّ نوع في الإعراب ، فبدأ بما آخره ألف ، فبيّن أنّ الرّفع
__________________
(١) والحبس أيضا. ومنه «حور مقصورات في الخيام» أي : محبوسات على بعولتهنّ ، وقصرت على نفسي ناقة : أمسكتها لأشرب لبنها ، فهي مقصورة على العيال يشربون لبنها ، أي : محبوسة.
انظر : اللسان : ٥ / ٣٦٤٥ (قصر) ، المصباح المنير : ٢ / ٥٠٥ (قصر) ، شرح الأشموني : ١ / ١٠٠.
(٢) في الأصل : بخلاف. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٩٠.