٢٥
مسألة
[القول في زيادة لام الابتداء في خبر لكنّ](١)
ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز دخول اللام في خبر «لكنّ» كما يجوز في خبر إنّ ، نحو «ما قام زيد لكنّ عمرا لقائم» وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز دخول اللام في خبر لكنّ.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا : الدليل على أنه يجوز دخول اللام في خبر «لكنّ» النقل والقياس :
أما النقل فقد جاء عن العرب إدخال اللام على خبرها ، قال الشاعر :
[١٢٩] * ولكنّني من حبّها لكميد (٢) *
______________________________________________________
[١٢٩] قد استشهد بهذا البيت ابن يعيش في شرح المفصل (ص ١١٢١ و ١١٣٥) ورضي الدين في شرح كافية ابن الحاجب (٢ / ٣٣٢) وشرحه البغدادي في الخزانة (٤ / ٣٤٣) وابن هشام في مغني اللبيب (رقم ٣٨٦) والأشموني (رقم ٢٦٥) وابن عقيل (رقم ٩٩) وينص أكثر هؤلاء العلماء على أن هذا الشاهد لا يعلم قائله ولا تعرف له تتمة ولا سوابق أو لواحق ، إلا ابن عقيل فإنه رواه بيتا كاملا من غير عزو ، هكذا :
يلومونني في حب ليلى عواذلي |
|
ولكنني من حبها لعميد |
والاستشهاد بالبيت في قوله «ولكنني لعميد» حيث قرن خبر «لكن» باللام التي تدخل في بعض المواضع لتفيد الكلام فضل توكيد ، والبصريون يرون هذا شاذا لا يجوز القياس عليه ، والكوفيون يرونه سائغا جائزا ، وتفصيل مقالة الفريقين في أصل الكتاب.
__________________
(١) انظر في هذه المسألة : شرح الأشموني (١ / ٤٨٧ بتحقيقنا) وحاشية الصبان عليه (١ / ٢٦٠ بولاق) والتصريح للشيخ خالد الأزهري (١ / ٢٦٧ بولاق) وشرح ابن يعيش على المفصل (ص ١١٣٥) ومغني اللبيب (ص ٢٣٣ و ٤٩٢) وشرح ابن عقيل على الألفية (١ / ٣١٠ بتحقيقنا) وشرح الرضي على الكافية (٢ / ٣٣٢).
(٢) رواية النحاة ، ومنهم من نقلها عن المؤلف «ولكنني من حبها لعميد».