٤٩
مسألة
[هل يجوز ترخيم الاسم الثلاثي؟](١)
ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز ترخيم الاسم الثلاثي إذا كان أوسطه متحركا ، وذلك نحو قولك في عنق «يا عن» وفي حجر «يا حج» وفي كتف «يا كت» وذهب بعضهم إلى أن الترخيم يجوز في الأسماء على الإطلاق.
وذهب البصريون إلى أن ترخيم ما كان على ثلاثة أحرف لا يجوز بحال ، وإليه ذهب أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي من الكوفيين.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا : إنما جوزنا ترخيم ما كان على ثلاثة أحرف إذا كان أوسطه متحركا لأن في الأسماء ما يماثله ويضاهيه نحو يد ودم ، والأصل في يد يدي ، وفي دم دمو في أحد القولين ، بدليل قولهم : دموان ، وقد قال بعضهم : إن دما من ذوات الياء واحتج بقول الشاعر :
[٢٢٨] فلو أنّا على حجر ذبحنا |
|
جرى الدّميان بالخبر اليقين |
______________________________________________________
[٢٢٨] يختلف العلماء كثيرا في نسبة هذا البيت ؛ فنسبه العيني ـ فيما نقله عنه البغدادي ، ولم أعثر عليه بعد طويل البحث ـ تبعا لابن هشام تبعا لصاحب الحماسة البصرية إلى المثقب العبدي ، وينسبه قوم إلى الفرزدق ، وقوم إلى الأخطل ، وقوم إلى المرداس بن عمرو ، واستصوب البغدادي أنه لعلي بن بدال بن سليم ، وأسند رواية ذلك إلى ابن دريد في كتاب المجتبى عن عبد الرحمن عن عمه الأصمعي ، وقد أنشد ابن منظور (د م ى) هذا البيت ثالث ثلاثة أبيات ، والبيت من شواهد الزمخشري في المفصل ، وابن يعيش في شرحه (ص ٦٠٠) والرضي في باب المثنى من شرح الكافية ، وشرحه البغدادي في الخزانة (٣ / ٣٤٩) والأشموني (رقم ١١٦٢) ومعنى البيت مبني على ما كان العرب يعتقدونه من أن المتعاديين لو ذبحا وأحدهما جار الآخر لم يختلط دم أحدهما بدم الآخر ومحل الاستشهاد بالبيت قوله «الدميان» حيث أتى بمثنى الدم وجعل لامه ياء ، ومن المقرر أن التثنية والجمع يردان
__________________
(١) انظر في هذه المسألة : شرح رضي الدين على الكافية (١ / ١٣٦) وشرح موفق الدين بن يعيش على المفصل (ص ١٨٥) وشرح الأشموني مع حاشية الصبان (٣ / ١٤٩) وتصريح الشيخ خالد (٢ / ٢٣٤).