٤٣
مسألة
[القول في تعريف العدد المركب وتمييزه](١)
ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز أن يقال في خمسة عشر درهما : «الخمسة العشر درهما ، والخمسة العشر الدرهم» (٢). وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز إدخال الألف واللام في العشر ، ولا في الدرهم ، وأجمعوا على أنه يجوز أن يقال «الخمسة عشر درهما» بإدخال الألف واللام على الخمسة وحدها.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا : إنما قلنا ذلك لأنه قد صح عن العرب ما يوافق مذهبنا ، ولا خلاف في صحة ذلك عنهم ، وقد حكى ذلك أبو عمرو عن أبي الحسن [١٤٠] الأخفش عن العرب ، وإذا صح ذلك النقل وجب المصير إليه ، واعتمادهم في هذه المسألة على النقل ؛ لأن قياسهم فيها ضعيف جدا.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا : إنما قلنا إنه لا يجوز دخول الألف واللام إلا على الاسم الأول لأن الاسمين لما ركّب أحدهما مع الآخر تنزّلا منزلة اسم واحد ، وإذا تنزّلا منزلة اسم واحد فينبغي أن لا يجمع فيه بين علامتي تعريف ، وأن
__________________
(١) انظر في هذه المسألة : شرح الأشموني (١ / ٢٣٠ بتحقيقنا) وحاشية الصبان (١ / ١٨٠ بولاق).
(٢) يريد أنهم يجوزون تعريف العدد المركب ـ وهو أحد عشر وتسعة عشر وما بينهما ـ بتعريف جزءيه : الصدر والعجز ؛ فيقولون الأحد العشر والتسعة العشر ، ويجوزون في تمييز هذا العدد المركب أن يجيء منكرا على ما هو الأصل في التمييز ، فيقولون : الأحد العشر درهما ، والتسعة العشر درهما ، وأن يجيء معرفا أيضا ، وهذا بناء منهم على أصلهم الذي ذهبوا إليه في التمييز ، وهو جواز مجيئه معرفة ، فيقولون في هذا الباب : زارني الخمسة العشر الرجل ، كما يقولون : زارني الخمسة العشر رجلا ، والحاصل أن في هذا الأسلوب أربع صور ، الأولى : أن تقول : زارني الخمسة عشر رجلا ، والثانية : أن تقول : زارني الخمسة عشر الرجل ، والثالثة : أن تقول : زارني الخمسة العشر رجلا ، والرابعة : أن تقول : زارني الخمسة عشر الرجل ، والبصريون لا يجيزون من هذه العبارات إلا الصورة الأولى ، والكوفيون يجيزون الصور الأربع كلها ، ولا يوجبون منها واحدة بعينها.