٥٧
مسألة
[هل يعمل حرف القسم محذوفا بغير عوض؟]
ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز الخفض في القسم بإضمار حرف الخفض من غير عوض.
وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز ذلك إلا بعوض ، نحو ألف الاستفهام ، نحو قولك للرجل : «الله ما فعلت كذا» أو هاء التنبيه نحو «هالله».
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا : إنما قلنا ذلك لأنه قد جاء عن العرب أنهم يلقون الواو من القسم ويخفضون بها ؛ قال الفراء : سمعناهم يقولون : «الله [١٧٢] لتفعلنّ» فيقول المجيب : «ألله لأفعلنّ» بألف واحدة مقصورة في الثانية ؛ فيخفض بتقدير حرف الخفض وإن كان محذوفا ، وقد جاء في كلامهم إعمال حرف الخفض مع الحذف ، حكى يونس بن حبيب البصري أن من العرب من يقول : «مررت برجل صالح إلّا صالح فطالح» أي إلا أكن مررت برجل صالح ؛ فقد مررت بطالح ، وروي عن رؤبة بن العجاج أنه كان إذا قيل له : كيف أصبحت؟ يقول «خير عافاك الله» أي بخير. قال الشاعر :
رسم دار وقفت في طلله |
|
كدت أقضي الحياة من جلله [٢٣٨] |
فخفض «رسم» بإضمار حرف الخفض ، وقال الآخر :
[٢٥٥] لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب |
|
عنّي ، ولا أنت ديّاني فتخزوني |
______________________________________________________
[٢٥٥] هذا البيت من قصيدة طويلة لذي الأصبع العدواني ، واسمه الحارث بن محرث ، يعاتب فيها ابن عم له ، وقد روى هذه القصيدة أبو علي القالي في أماليه (١ / ٢٥٩ بولاق) والمفضل الضبي (المفضلية ٣١) والبيت من شواهد الأشموني (رقم ٥٥٧) وابن جني في الخصائص (٢ / ٢٨٨) ورضي الدين في باب الظروف وباب حروف الجر من شرح الكافية ، وشرحه البغدادي في الخزانة (٢ / ٢٢٢ و ٤ / ٢٤٣) وشواهد ابن هشام في مغني اللبيب (رقم ٢٣٧) وابن عقيل (رقم ٤٠٨) وابن يعيش في شرح المفصل (ص ١١١١ و ١٣٠٠) ومعنى