[٩٦] ٢٦
مسألة
[القول في لام «لعل» الأولى ، زائدة هي أو أصلية]؟ (١)
ذهب الكوفيون إلى أن اللام الأولى في «لعل» أصلية ، وذهب البصريون إلى أنها زائدة.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا : إنما قلنا إن اللام أصلية لأن «لعل» حرف ، وحروف الحروف كلها أصلية ؛ لأن حروف الزيادة التي هي الهمزة والألف والياء والواو والميم والتاء والنون والسين والهاء واللام والتي يجمعها قولك «اليوم تنساه» و «لا أنسيتموه» و «سألتمونيها» إنما تختص بالأسماء والأفعال ، فأما الحروف فلا يدخلها شيء من هذه الحروف على سبيل الزيادة ، بل يحكم على حروفها كلها بأنها أصلية في كل مكان على كل حال ، ألا ترى أن الألف لا تكون في الأسماء والأفعال إلا زائدة أو منقلبة ، ولا يجوز أن يحكم عليها في ما ولا ويا بأنها زائدة أو منقلبة ، بل نحكم عليها بأنها أصلية ؛ لأن الحروف لا يدخلها ذلك ، فدلّ على أن اللام أصلية.
والذي يدل على ذلك أيضا أن اللام خاصة لا تكاد تزاد فيما يجوز فيه الزيادة إلا شاذا ، نحو «زيدل ، وعبدل ، وفحجل» في كلمات معدودة ، فإذا كانت اللام لا تزاد فيما يجوز فيه الزيادة إلا على طريق الشذوذ فكيف يحكم بزيادتها فيما لا يجوز فيه الزيادة بحال؟
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا : إنما قلنا إنها زائدة لأنّا وجدناهم يستعملونها كثيرا في كلامهم عارية عن اللام ، قال نافع بن سعد الطائي :
__________________
(١) انظر في هذه المسألة : شرحنا على شرح الأشموني (٣ / ١٨٨ ش ٥٢٢) وشرح التصريح للشيخ خالد (٢ / ٣) ولسان العرب (ع ل ل ـ ل ع ل) وشرح المفصل لابن يعيش (ص ١١٤٢) وشرح الرضي على الكافية (٢ / ٣٣٥) وخزانة الأدب للبغدادي (في شرح الشواهد ٨٧٦ و ٨٧٧ و ٨٧٨) (ج ٤ / ٣٦٨ ـ ٣٧٨).