[١٣٤] ولست بلوّام على الأمر بعد ما |
|
يفوت ، ولكن علّ أن أتقدّما |
أراد لعل ، وقال العجير السّلولي :
[١٣٥] لك الخير علّلنا بها ، علّ ساعة |
|
تمرّ ، وسهواء من اللّيل يذهب |
وقال الآخر :
[١٣٦]علّ صروف الدّهر أو دولاتها |
|
تدلننا اللّمّة من لمّاتها |
______________________________________________________
[١٣٤] أنشد ابن منظور هذا البيت (ل ع ل) عن ابن بري ، ونسبه لنافع بن سعد الغنوي ، واستشهد به موفق الدين بن يعيش (ص ١١٤٢) ولم يعزه ، والاستشهاد به في قوله «عل» حيث جاء بهذا الحرف ساقط اللام الأولى التي في «لعل» وقد ذكر المؤلف ـ نقلا عن البصريين ـ أن سقوط اللام في هذا البيت ونحوه يدل على أن هذه اللام زائدة في لعل ، وأن الأصل هو «عل» ولا يتم هذا الكلام لهم ؛ لأن الحروف بأنواعها ليست محلا للتصريف بالحذف أو الزيادة أو غيرهما ، ولأنه يجوز أن يكون الأمر على عكس ما ذهبوا إليه ، وأن الأصل هو لعل فحذفت لامها الأولى في عل ، ويجوز أن يكون كل واحد منهما أصلا برأسه ، ولأن العرب قد تلعبت في لعل كثيرا ، فقد أبدلوا من عينها غينا فقالوا : لغن ، وأبدلوا عينها همزة ولامها الأخيرة نونا فقالوا : لأن ، وأبدلوا اللام الأخيرة نونا مع حذف اللام الأولى فقالوا : عن ، وزادوا على ذلك فأبدلوا العين همزة فقالوا : أن ، فلم يبق من حروفها الأصلية شيء ، وهذه كلها لغات من لغات العرب ، وليست إحداهن بأن تكون أصلا أولى من غيرها.
[١٣٥] نسب المؤلف هذا البيت للعجير السلولي ، والسهواء ـ بفتح السين ، ممدودا ـ ساعة من الليل وصدر منه ، قاله ابن منظور ، والاستشهاد بالبيت في قوله «عل» وهو نظير ما ذكرناه في البيت السابق.
[١٣٦] هذان بيتان من مشطور الرجز ، وقد أنشدهما ابن جني في الخصائص (١ / ٣١٦) وابن منظور (ع ل ل) ولم يعزهما ، وأنشدهما في (ل م م) ونسب الإنشاد للفراء وزاد بعدهما :
* فتستريح النفس من زفراتها*
والاستشهاد هنا في قوله «عل» فقد جاء به المؤلف لمثل ما جاء بالبيتين السابقين من أجله شاهدا لمجيء عل ساقطة اللام الأولى مدعيا أن ذلك يدل على أن أصل لعل هو عل ، وقد بيّنا ما في ذلك في شرح الشاهد ١٣٤ ، والعجب العاجب ما حكاه ابن منظور عن الكسائي أنه يروي قول الراجز «عل صروف الدهر» يجر صروف ، ويخرجه على أن العين واللام الأولى أصلهما «لعا» وهي الكلمة التي تقال للعاثر دعاء له بأن ينتعش ، حذفت اللام الأولى ، فصار «عا» فأبدل من التنوين لاما فصار «عل» بفتح العين وسكون اللام ، واللام الثانية هي لام الجر ، وكأن الراجز قد قال «لعا لصروف الدهر» وهو كلام يشبه الأحاجي. وهاك كلام ابن منظور : «قال الكسائي : العرب تصير لعل مكان لعا ، وتجعل لعا مكان لعل ، وقال في قوله :
* عل صروف الدهر أو دولاتها*