«ذاك» : إشارة إلى (أنّ) (١) تعرّي المنادى من حرف النّداء ـ يقلّ في اسم الجنس واسم الإشارة.
ومن وروده في اسم الجنس قوله : «أصبح ليل» (٢) ، وقوله : «أطرق كرا» (٣) ، وهو ترخيم «كروان» اسم جنس لطائر معروف (٤).
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٢) هذا مثل يقال في الليلة الشديدة التي يطول فيها الشر ، وذكر المفضل الضبي : أن امرأ القيس الكندي كان رجلا مفركا لا تحبه النساء ولا تكاد تصبر امرأة معه ، فتزوج امرأة من طيء فابتنى بها ، فأبغضته من تحت ليلتها ، وكرهت مكانها معه فجعلت تقول : يا خير الفتيان أصبحت أصبحت ، فيرفع رأسه فينظر فإذا الليل كما هو ، فتقول : أصبح ليل ، فلما أصبح قال لها : قد عرفت أن ما صنعت من كراهية مكاني في نفسك ، فما الذي كرهت مني ، فقالت : كرهت منك أنك خفيف العزلة (لحم الورك) ، ثقيل الصدر ، سريع الإراقة ، بطيء الإفاقة ، فلما سمع ذلك طلقها وذهب قولها : «أصبح ليل» مثلا.
انظر مجمع الأمثال : ٢ / ٢٣٢ ، المستقصى في الأمثال : ١ / ٢٠٠ ، جمهرة الأمثال : ١ / ١٣٢ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ٢٨٨ ، المقتضب : ٤ / ٢٦١ ، الكتاب : ١ / ٣٢٦ ، الضرائر : ١٥٥ ، الفوائد الضيائية : ١ / ٣٤٩ ، الإرشاد للكيشي : ٢٦٢ ، المفصل : ٤٤ ، أسرار النحو : ١٢٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٣٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٦٥.
(٣) هذا مثل يضرب للرجل يتكلم عنده فيظن أنه المراد بالكلام ، فيقول المتكلم : أطرق كرا ، أي : اسكت فإني أريد من هو أنبل منك. وقيل : يضرب للرجل الحقير إذا تكلم في الموضع الجليل. وقيل : يضرب لمن يتكبر ، وقد تواضع من هو أشرف منه. وتمامه : «أطرق كرا إنّ النّعامة في القرى. والمعنى : طأطئ يا كروان رأسك واخفض عنقك للصيد فإن أكبر منك وأطول عنقا وهي النعام قد صيدت وحملت من البدو إلى القرى. ويقال أيضا : «أطرق كرا يجلب لك» يضرب للأحمق تمنيه الباطل فيصدق.
انظر مجمع الأمثال : ٢ / ٢٨٥ ، المستقصى في الأمثال : ١ / ٢٢٢ ، جمهرة الأمثال : ١ / ١٩٤ ، ٣٩٥ ، الكتاب : ١ / ٣٢٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٦٥ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ٢٨٩ ، المقرب : ١ / ١٧٧ ، الضرائر : ١٥٥ ، الفوائد الضيائية : ١ / ٣٥٠ ، اللسان (طرق ، كرا) ، الخزانة : ٢ / ٣٧٤ ، ٣٧٥ ، ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، الهمع : ٣ / ٨٠ ، المفصل : ٤٤ ، المثلث للبطليوسي : ٢ / ١٢٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٣٦.
(٤) قال البغدادي : فالمشهور أن الكروان طائر طويل العنق والرجلين أغبر ، له صوت حسن ، وهو أكبر من الحمامة. وقال أبو حاتم : الكروان القبيح ، أي الحجل. وقيل : هو الحبارى. وقال الزمخشري : هو ذكر الحبارى ، وقيل : هو الكركي. وقال الخليل : الكرا : الذكر من الكروان. وقال الأعلم : الكروان طائر يقال له : «الكرا» أيضا. وجمع كروان : كراوين ، وقيل : يجمع على غير قياس على «كروان» بكسر الكاف وسكون الراء ، وزعم الرياشي أن الكروان ـ بفتحتين ـ والكروان ـ بكسر فسكون ـ للواحد.
انظر الخزانة : ٢ / ٣٧٤ ـ ٣٧٧ ، اللسان : ٥ / ٣٨٦٧ (كرا) ، مجمع الأمثال : ٢ / ٢٨٥ ، المثلث للبطليوسي : ٢ / ١٢٠.