والثّاني : كـ «شتّان» ، و «نزال» وبابه ، فهي بمنزلة ما لزم التّعريف ، كالمضمرات.
والثّالث : كـ «صه ، ومه» ، فإنّك إذا نوّنتهما كانتا (١) بمنزلة النّكرة في دلالتها : إمّا على معيّن ، وإمّا على الجنس ، (فهما) (٢) بمنزلة «رجل ، وثوب» ونحوهما ممّا يقبل (٣) التّعريف والتّنكير (٤).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وما به خوطب ما لا يعقل |
|
من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل |
الأصوات نوعان :
أحدهما : ما وضع لخطاب ما لا يعقل ، وهو شبيه باسم الفعل ، فلا يدخل في ذلك (٥) مخاطبتهم الدّور والمنازل وغيرها ، نحو :
٢١٨ ـ ألا أيّها اللّيل الطّويل ألا انجلي |
|
... |
لعدم شبهه باسم الفعل ، بخلاف قولهم في زجر البغل : «عدس» ، وفي
__________________
(١) في الأصل : نونتها كانت.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣) في الأصل : يقل.
(٤) وإذا لم تنونهما كانتا معرفتين ، فيحتملان وجهين. هذا هو المشهور في أسماء الأفعال.
وقيل : أسماء الأفعال كلها معارف ما نون منها وما لم ينون ، ثم اختلف في تعريفها : من أي قبيل هو؟. فقيل : من قبيل تعريف الأشخاص ، بمعنى أن كل لفظ من هذه الأسماء وضع لكل لفظ من هذه الأفعال. وقيل : هي أعلام أجناس.
انظر الهمع : ٥ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٠١ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢٠٧ ، شرح المرادي : ٤ / ٨٨.
(٥) في الأصل : ذلك في. تقديم وتأخير.
٢١٨ ـ من الطويل لامرئ القيس الكندي من معلقته المشهورة في القصائد السبع (٧٧) ، وعجزه :
بصبح وما الإصباح منك بأمثل
ويروى «فيك» بدل «منك». وانجلى : انكشف. والمعنى : أنا مغموم ، فالليل والنهار علي سواء. والشاهد في قوله : «ألا أيها الليل» حيث خاطب فيه ما لا يعقل ، وهو الليل ، ولا يدخل ذلك في اسم الصوت وإن كان خطابا لما لا يعقل لعدم شبهه باسم الفعل ، حيث أنه غير مكتف به ولهذا احتاج إلى قوله «انجلي».
انظر شرح الأشموني : ٣ / ٢١١ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣١٧ ، القصائد العشر : ٦٧ ، توجيه اللمع : ٦١ ، سر الصناعة : ٢ / ٥١٣ ، أمالي ابن الشجري : ١ / ٢٧٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٠٢ ، معاهد التنصيص : ١ / ٨٩.