قد لحقت تاء الفرق بعض الأوزان شذوذا ، قالوا : «عدوّ وعدوّة ، ومسكين ومسكينة ، وميقان وميقانة» (١).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ومن فعيل كقتيل إن تبع |
|
موصوفه غالبا التّا تمتنع / |
هذا إشارة إلى الوجه الخامس ، وهو أنّ فعيلا (٢) تمتنع فيه تاء الفرق في المؤنّث في الغالب.
وفهم من قوله : «كقتيل» أن يكون بمعنى مفعول ، لأنّ «قتيلا» بمعنى : مقتول ، ولو كان بمعنى : «فاعل» لحقته التّاء ، نحو : «رأيت ظريفا وظريفة».
وفهم من قوله : «إن تبع» أنّه إن لم يتبع موصوفه (لحقته التّاء نحو : «رأيت قتيلا وقتيلة» للّبس. وشمل ما كان نعتا نحو : «رأيت امرأة قتيلا» ، وما ذكر موصوفه) (٣) ، قبله ، وإن لم يكن نعتا ، نحو : «هند قتيل ، ولحيتك دهين» لعدم الّلبس.
وفهم من قوله : «غالبا» أنّ التّاء تلحق مع استيفاء الشّروط (٤) ، كقولهم : «صفة ذميمة ، وخصلة حميدة».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وألف التّأنيث ذات قصر |
|
وذات مدّ نحو أنثى الغرّ |
هذا شروع في ألف التّأنيث ، وقد قسّمها إلى مقصورة ، وممدودة.
ومثال المقصورة : «حبلى» ، والممدودة : ما مثّله (٥) النّاظم بقوله : «أنثى الغرّ» ، وهو «غرّاء» ، ومذكّر «الغرّ» : «أغرّ».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والاشتهار في مباني الأولى |
|
يبديه وزن أربى والطّولى |
ومرطى ووزن فعلى جمعا |
|
أو مصدرا أو صفة كشبعى |
وكحبارى سمّهى سبطرى |
|
ذكرى وحثّيثى مع الكفرّى |
__________________
(١) ميقان وميقانة : من اليقين ، يقال : رجل ميقان وامرأة ميقانة ، بمعنى : كثيري اليقين ، لا يسمعان شيئا إلا أيقناه. انظر اللسان : ٦ / ٤٩٦٥ (يقن) ، حاشية الملوي : ١٩٢.
(٢) في الأصل : فعيل. راجع المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٤) في الأصل : الشرط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٠.
(٥) في الأصل : ما قاله.